الازمة في البحرين تهدد بمزيد من الاضطرابات في العام الجديد

05 يناير 2014 - 22:40

تتجه الحكومة وجماعات المعارضة في البحرين نحو مواجهة صعبة وسط تزايد المخاوف من العنف ولجوء السلطات للاعتقالات والمداهمات وتطبيق قوانين جديدة صارمة ضد النشطاء الذين يسعون للاصلاح السياسي.

ويقول دبلوماسيون ومحللون ان محاولات المصالحة بين الحكومة وجماعات المعارضة التي تنادي بالاصلاح تبدو الان رهينة في أيدي متشددين من الجانبين اكثر من اي وقت مضى.

من أمثلة هذا انفجار سيارة ملغومة بالعاصمة في يوليوز في هجوم نتجت عنه حملة أمنية شملت مداهمات واعتقالات وأعقبه سن قوانين جديدة صارمة وأحكام قضائية قاسية عززت سيطرة النظام الحاكم لكنها عمقت ايضا الارتياب المتبادل. ويتساءل كثيرون الى أين سيؤدي مناخ تبادل الاتهامات في البحرين.

وقال الشيخ علي سلمان وهو رجل دين شيعي وزعيم جمعية الوفاق-وهي جماعة المعارضة الرئيسية وتتبنى النهج السلمي- ان أسوأ الاحتمالات هو أن تصعد السلطات حملتها في تم تصعيد العنف بالتبعية.

وقالت الحكومة يوم الاثنين انها أحبطت محاولة لتهريب متفجرات وأسلحة الى البلاد عن طريق البحر صنع بعضها في ايران وسوريا.وتحدثت عن خطط لتنفيذ //أعمال ارهابية//.

وتحمل الحكومة المسؤولية عن المشاكل الامنية على المعارضة مباشرة. وقالت وزيرة الاعلام سميرة رجب ان الحكومة لا تثق بجمعية الوفاق وان عليها أن تعمل جاهدة لاستعادة الثقة.

وتشهد البحرين اضطرابات منذ احتجاجات كبيرة مطالب ةبالديمقراطية في اوائل عام 2011 وأصبحت جبهة في صراع على النفوذعلى مستوى المنطقة بين ايران الشيعية ودول عربية سنية مثل السعودية.

وتم اخماد الاحتجاجات لكن المتظاهرين ومعظمهم من الاغلبية الشيعية واصلوا التظاهر على نطاق أصغر بشكل شبه يومي مطالبين الاسرة السنية الحاكمة بملكية دستورية.

ومن غير المرجح تكرار الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها المملكة في اوائل عام 2011 .. فقد أرهقت الازمة السياسية شعب البحرين فيما يبدو. غير أن الامل في حدوث انفراجة الان يبدو ضعيفا.

قال عادل العسومي عضو البرلمان الذي ينتقد جماعات المعارضة الشيعية ان البحرين دولة صغيرة لا تستطيع أن تتحمل اكثر من ذلك بعدأن عانت أعمالا ارهابية على مدى ثلاث سنوات وخطوات غير مخططة من جانب المعارضة. وعبر العسومي عن أمله في التوصل الى حل وان كان قد قال انه لمتظهر مؤشرات على امكانية الوصول الى حل قريبا.

دائرة الاشتباكات والحملات الامنية

تحولت سريعا أسوأ اضطرابات بالبلاد منذ التسعينات من مظاهراتسلمية الى دائرة منهكة من الاشتباكات بين المحتجين وقوات الامن قتلخلالها العشرات بينهم بعض رجال الشرطة.

وأعطى العنف النزاع الاصلي أبعادا اضافية حيث تتهم المعارضة الاسرة الحاكمة باستغلال الانقسامات الطائفية لتفادي النهج الديمقراطي بينما تتهم الحكومة جمعية الوفاق بالعمل لحساب ايران. ويكسب المتشددون من المعسكرين ارضية مما يعقد الجهود لانهاء دائرة الاحتجاجات والحملات الامنية.

منذ عام زادت الامال في حدوث انفراجة حين دعا ولي العهد الامير سلمان الى استئناف محادثات سياسية توقفت عام 2011. وتنظر بعض شخصيات المعارضة الى ولي العهد باعتباره من الرموز المعتدلة داخل أسرة ال خليفة الحاكمة.

وعلى الرغم من الفجوة الكبيرة بين الجانبين في كثير من القضايا الكبيرة فان المحادثات بدأت وبدا التوصل الى اتفاق ما ممكنا.

وفي 17 يوليوز انفجرت سيارة ملغومة في مرأب للسيارات خارج مسجد الشيخ عيسى بن سلمان وهو مسجد للسنة في منطقة الرفاع التي يسكنها الكثير من أفراد الاسرة الحاكمة والقوات المسلحة.

ولم يسفر الانفجار عن خسائر بشرية لكنه قوض جهود ولي العهد لدفع اصلاحات سياسية واقتصادية وقوى شوكة الصقور داخل اسرة الخليفة الذين يعتبرون احتجاجات الشيعة مصدر تهديد.

وقال دبلوماسي غربي //تشبث ولي العهد بموقفه. يجب أن يظهر بمظهرالشخصية الصارمة.// وأضاف //منذ ذلك الحين أصبح الوضع صعبا.//

بعد ايام من الانفجار عقد البرلمان جلسة طارئة ووافق على اسقاط الجنسية عمن يرتكب او يحرض على //جرائم ارهابية// بينما أصدر الملك مرسوما ينص على عقوبات جديدة اكثر قسوة عن هذه الجرائم.

وتنص التعديلات على الحكم بالسجن على من يحاول تنفيذ تفجير.كما يعاقب بالسجن ايضا كل من يضع او يحمل شيئا يشبه المتفجرات اوالالعاب النارية في أماكن عامة.

وتم حظر الاحتجاجات في المنامة وبعد ذلك بأسابيع منعت الحكومة أعضاء المعارضة من لقاء دبلوماسيين أجانب دون موافقة رسمية.

 اتفاق او لا اتفاق

حين ألقي القبض على المسؤول في جمعية الوفاق والعضو السابق بالبرلمان خليل المرزوق في سبتمبر وحوكم بتهمة التحريض على الارهاب انسحبت المعارضة من المحادثات.

وكان القاء القبض على المرزوق وما أعقبه من اتهام الشيخ سلمان بالاساءة لوزارة الداخلية و//نشر أكاذيب// يمكن أن تضر بالامن القومي نقطة تحول في خطاب الحكومة تجاه جمعية الوفاق.

وقالت جين كنينمونت من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية البريطانية ان شن الحكومة حملة على جماعة المعارضة الرئيسية يهدد بأن يفقدها الشريك الوحيد الذي يتمتع بمصداقية في أي مفاوضات.

وأضافت //هناك زعماء مؤثرون اخرون للمعارضة بل وبعضهم له تأثيراكبر على الاحتجاجات المتكررة في الشوارع لكن الحكومة غير مستعدة حتى الان للتحاور مع شخصيات لديها طلبات أصعب من طلبات الوفاق.//

وعلى الرغم من هذا ترى بعض الشخصيات المطلعة على تطورات الموقفأن التوصل لاتفاق ربما لايزال ممكنا. وتفاصيل هذا الاتفاق مازالت غير واضحة.

وطرحت كولين شيب المحللة في مؤسسة كونترول ريسكس لاستشارات المخاطر تصورا تعرض فيه الحكومة على جمعية الوفاق مناصب وزارية اوتغييرات في تقسيم الدوائر الانتخابية التي تقول المعارضة انه لايتم تمثيل الشيعة فيها تمثيلا مناسبا.

وقد تطلب في المقابل من جمعية الوفاق انهاء مقاطعة للانتخابات البرلمانية بدأتها عام 2011 ووقف العنف في الشوارع. وتعتقد شيب أنقدرة جمعية الوفاق على تحقيق هذا ستكون محدودة ما لم يتم اجراءاصلاحات تعالج شكاوى الشيعة.

وقال مسؤول أمريكي سابق انه يعتقد أن حكام البحرين مستعدون لعرض صفقة على المعارضة. وقال //المعارضة لا تستطيع تنظيم صفوفها. انها غير مهتمةبالتوصل الى حل وسط. أتيحت لها فرص ولم تستغلها.//

غير أن الاسرة الحاكمة لم تظهر استعدادا للاستجابة لمطالبالوفاق الاساسية ومنها منح البرلمان صلاحيات كاملة لاصدارالتشريعات.

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي