انطلق خط قطار على مائة كيلومتر بين عدة مدن ألمانية، يشتغل بشكل كلي بالهيدروجين، ما سيقلص من إنتاج سنوي لـــــ4400 طنّ من ثاني أكسيد الكربون.
الأسطول الذي يتكون من 14 قطارًا قدّمته المجموعة الفرنسية “ألستوم” محل القطارات الحالية العاملة بالديازل على سكك تمتدّ مائة كيلومتر تقريبًا تربط بين مدن كوكسهافن وبريمرهافن وبريمرفورد وبوكستهود.
مدير عام “ألستوم” آنري بوبار-لافارج، قال، “نحن فخورون جدًا بقدرتنا على استخدام هذه التكنولوجيا في المجال التجاري، في إطار سابقة عالمية”.
تمّ تصميم هذه القطارات في مدينة تارب الفرنسية، وتجميع قطعها في سالزغيتر الألمانية، بكلفة مالية تقدر بـ93 مليون أورو.
يذكر أن إجراء تجارب رحلات تجارية على قطارين يشتغلان بالهيدروجين بدأ منذ 2018، وحاليا بات الأسطول بأكمله يستخدم هذه التكنولوجيا.
“ألستوم” وقّعت أربعة عقود لتوفير عشرات القطارات بالهيدروجين في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ويؤكّد الخبير في السكك الحديدية، ألكساندر شاربانتييه، بأنه “بحلول سنة 2035، قد يعمل بين 15% و20% من السوق الأوربي الإقليمي بالهيدروجين”.
تشتغل القطارات المذكورة، عن طريق مزج الهيدروجين والأكسيجين من الهواء المحيط، بفضل خلية وقود مثبّتة في السقف. وتُنتج هذه العملية التيار الكهربائي اللازم لتشغيل القطار.
يتطلب تصنيع الهيدروجين تفاعلات كيميائية تستخدم الكربون، وتوجد طرق أخرى لتصنيع الهيدروجين شائعة أكثر، لكنها مصنوعة من الوقود الأحفوري وبالتالي تتسبب بانبعاث الغازات الدفيئة. ويشتقّ الهيدروجين “بنسبة 95% من تحويل المواد الأحفورية التي يأتي نصفها تقريبًا من الغاز الطبيعي”.
غير أن أوربا تواجه بالأساس ضغوطا في تخزين الغاز الطبيعي الروسي، على خلفية المواقف الأوربية حيال موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. ومن أجل تلبية حاجاتها، ستلجأ ألمانيا إلى كندا لشراء الهيدروجين.
وعلى هامش زيارة المستشار أولاف شولتس لكندا وقعت برلين اتفاقًا مع تورونتو لاستيراد كميات كبيرة من الهيدروجين المتجدد المصنوع في كندا اعتبارا من سنة 2025.