حقق المنتخب الوطني المغربي انتصارا على منتخب الشيلي بهدفين نظيفين، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الجمعة على أرضية ملعب كورنيلا البرات، بمدينة برشلونة، الخاص بفريق إسبانيول، في إطار استعداد الأسود لمونديال قطر 2022، المقرر في الفترة الممتدة ما بين 20 نونبر و18 دجنبر المقبلين.
وكانت لمسة وليد الركراكي ظاهرة على المجموعة ككل منذ البداية، بعدما دخل المنتخب المغربي الجولة الأولى ضاغطا، مع التحكم في الكرة، بالاعتماد على التمريرات القصيرة من الدفاع، مرورا بالوسط، وصولا إلى الهجوم، فيما وجد منتخب الشيلي نفسه مدافعا عن مرماه، تجنبا لأية مفاجآت من الأسود.
وكاد أن يترجم أسود الأطلس سيطرتهم إلى هدف في الربع ساعة الأولى، لولا التدخلات الجيدة للحارس برايان كورتيس، رفقة المدافعين الذين كانوا سدا منيعا لكل المحاولات المغربية، فيما حرم القائم الأيسر الشيلي من تسجيل التقدم، لتتواصل دقائق الشوط الأول بين الجانبين بدفاع رفاق سانشيز عن مرماهم، مقابل اندفاع المنتخب المغربي بحثا عن هدف التقدم.
ودخل المنتخب الشيلي في أجواء المباراة بعد مرور الربع ساعة الأولى، ما دفع أسود الأطلس إلى العودة للوراء، مع الاعتماد على الأجنحة في حالة الهجوم، لاستغلال سرعة كلٍ من نصير مزراوي وأشرف حكيمي، وانسلالات حكيم زياش وسفيان بوفال، علما أن الرباعي شكل الخطورة على الدفاع الشيلي طيلة أطوار اللقاء.
واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمة هنا وهناك دون تمكن أي طرف من الوصول إلى الشباك التي استعصت عليهما معا، في ظل غياب المهاجم القادر على إسكان الكرة في المرمى، علما أن الأفضلية كانت لصالح المنتخب الوطني المغربي، لتنتهي بذلك الجولة الأولى كما بدأت على وقع البياض.
وحافظ وليد الركراكي على نفس التشكيلة التي بدأ بها في الجولة الأولى، سعيا منه لخلق تجانس أكثر بين المجموعة، علما أن المنتخب دخل ضاغطا على نفس منوال البداية، فيما واصل لاعبو الشيلي دفاعهم عن مرماهم، خوفا من تلقي هدفٍ من أسود الأطلس، الذين أبدوا رغبة في الوصول إلى الشباك، من خلال المحاولات التي أتيحت لهم.
وتمكن المنتخب الوطني المغربي من الوصول إلى شباك برايان عن طريق أشرف حكيمي في الدقيقة 53، من ضربة حرة مباشرة، إلا أن الحكم ألغى الهدف بداعي وجود التسلل، بعد مشاركة أشرف داري المتسلل في الهدف، لتعود نتيجة المباراة إلى ماهي عليه، ويبحث المنتخبان من جديد عن هدف التقدم.
وكاد فيدال أن يمنح التقدم للشيلي من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات عند الدقيقة 59، لولا العارضة الأفقية التي نابت عن الحارس ياسين بونو في التصدي، ليستطيع بعدها المنتخب الوطني المغربي الوصول إلى الشباك، عن طريق اللاعب سفيان بوفال من ضربة جزاء في الدقيقة 66، تقدم جعل رفاق سانشيز يندفعون أكثر بغية إدراك التعادل.
وقام وليد الركراكي بإقحام كلٍ من الوافد الجديد وليد اشديرة، وأمين حارث، مكان يوسف النصيري، وعز الدين أوناحي، سعيا منه لإحياء الهجوم، أملا في إضافة أهدافٍ أخرى، وكذا للوقوف على مدى جاهزية جل اللاعبين، قبل مباراة الباراغواي، التي تعتبر الودية الأخيرة للأسود، قبل نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وواصل الركراكي تغييراته، بإدخال زكرياء أبو خلال، وعبد الحميد الصابيري، مكان كلٍ من سفيان بوفال، وسليم أملاح، علما أن التغييرات لم تؤثر على مردود النخبة الوطنية التي استمرت في نهجها الهجومي بحثا عن أهداف أخرى فيما ظل منتخب الشيلي يناور بين الفينة والأخرى وقتما سنحت له الفرصة بغية إدراك التعادل.
وكان جواب عبد الحميد الصابيري سريعا بعد دخوله، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الثاني للمغرب في الدقيقة 78، من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات لا تصد ولا ترد، ليقدم بذلك أسود الأطلس الانتصار كهدية للناخب الوطني الجديد وليد الركراكي في عيد ميلاده.
وأشرك الركراكي كلا من عبد الصمد الزلزولي، ويحيى جبران، مكان حكيم زياش، وسفيان أمرابط، بغية تقديم الإضافة في وسط الميدان والهجوم، لتتواصل بعدها « تيكي تاكا » المغربية، فيما لم يجد منتخب الشيلي أية ثغرة للوصول إلى شباك ياسين بونو، الذي كان مرتاحا في مرماه.
ولم تعرف الدقائق الأخيرة من اللقاء أي جديد من ناحية النتيجة، مع تواصل اندفاع المنتخب الوطني المغربي، ودفاع منتخب الشيلي، لتنتهي بذلك المباراة بفوز أسود الأطلس بهدفين نظيفين على رفاق فيدال، ليحقق وليد الركراكي الانتصار في أول لقاء له رفقة المغرب كناخب وطني، في انتظار مباراة الباراغواي، التي ستلعب يوم الثلاثاء المقبل، بداية من الساعة الثامنة مساء.