جبهة الانفصال تصنع وهم "المصالحة" للإفلات من ضحايا تعذيبها

14 أكتوبر 2022 - 14:30

تستعد جبهة “البوليساريو” الانفصالية لعقد مؤتمر جديد لها، وسط أزمة داخلية وحالة احتقان داخلي غير مسبوقة، دفعت القيادة الجديدة لإطلاق حملة “مصالحة” و”جبر ضرر” تجاه ضحاياها، في مبادرة أثارت جدلا كبيرا.

منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بمنتدى “فورساتين”، اعتبر أن هذه الخطوة هي “صناعة للوهم”، وقال إن قيادة البوليساريو، لم تستطع أن تذهب الى المؤتمر دون أن تضمن عوامل نجاحه، و تتفادى الغضب المتزايد منها، فتفتقت قريحتها بإخراج مسرحية المصالحة، بعد سنوات من الانكار و التهرب، مقررة الاعتراف مجبرة وراكعة أمام ضحاياها طلبا في الصفح والمسامحة على تاريخها الإجرامي معلنة عن جبر الضرر، حتى تضمن نجاح المؤتمر وتعمل على التخفيف من موجة الغضب داخل الصحراويين عامة و الشباب بصفة خاصة، من أجل أن تعيد الثقة المفقودة في قلوهم.

وشكك المنتدى في جدية الخطوة، وقال “كيف يمكن لعاقل أن يقتنع بأن الجلاديين و المتورطين في قتل و تعذيب الصحراويين، سوف يقومون بمحاسبة أنفسهم و التكفير عن خطاياهم، و كيف يمكن أن تكون هناك مصالحة دون أن يقف المجرم و يعترف بجرمه و يحاسب عليه، هي إذن لا تعدوا سوى سراب يحسبه الضمأن ماء”.

ويخلص المنتدى إلى أن كل ما يهم قيادة البوليساريو هو المؤتمر، و هي مستعدة أن تقوم بكل شئ حتى تضمن نجاحه، و تضمن استمرار مصالحها و بقائها على الكراسي، مشددا على انعدام جدية مسعاها للمصالحة و جبر الضرر، ما دام ما تعتبره القيادة “أخطاء من الماضي” من قتل واختطاف وتعذيب تم بشكل متعمد وفي إطار تصفية حسابات قبلية أو قضايا شخصية.

من جانبه، يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الانسان، أن المبادرة التي أطلقتها الجبهة الانفصالية هي “مناورة جديدة للقفز على حقوق الضحايا وتكريس إفلات الجلادين من العقاب” بعرضها لتعويضات مالية تصفها بـ”المجزية”، بنية طي ملف تلك الانتهاكات دون تسويتها بالطرق المتعارف عليها في كافة تجارب العدالة الإنتقالية.

وأضاف عبد الفتاح أن “المناورة” تم الترويج لها بعد أن بات ملف الضحايا يؤرق الجبهة في المحافل الدولية ولدى الهيئات الحقوقية الوازنة. خاصة بعد انكشاف تهريب زعيمها الى اسبانيا للافلات من المتابعة القضائية، والتداول الإعلامي لتاريخه الإجرامي، باعتباره أحد المتورطين في جرائم ثقيلة، من ضمنها القتل، الإختطاف، الإغتصاب والتعذيب.

يشار إلى أن ضحايا تعذيب الجبهة الانفصالية أطلقوا حراكهم الشعبي قبل سنتين ونيف من الآن، وتم تسجيلهم للعديد من الشهادات المروعة حول تجاربهم في الإختطاف والاعتقال والتعذيب، كاشفين بها عن فظاعات مهولة وطرق تعذيب وحشية أشرفت عليها بشكل مباشر عدد من القيادات في الجبهة، بمعية بعض المسؤولين الأمنيين الجزائريين..

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *