في اليوم العالمي للسعادة: ستة ملايين مغربي معرضون للاكتئاب

20 مارس 2014 - 18:30

 فالأرقام والإحصائيات الأخيرة الذي تقدم به مختصون في أحد البرامج التلفزية على قناة ميدي 1 تشير إلى أن 6 مليون مغربي معرضون للاكتئاب سنويا ، وبالرغم من أن الرقم يبدو مجحفا شيئا ما وخاصة وأنه يمثل نسبة حوالي 20من مجموع الساكنة  إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي رافقت التطور الديمغرافي ساهمت في جعل المغربي بصفة عامة يعيش على أعصابه ، وخلص الباحثون إلى أن التأخر في  العلاج وعدم الاعتراف بإمكانية التعرض للإمراض النفسية  .

ويتحدث  المغاربة  عن المرض النفسي والاكتئاب كأنه  شعور بالغبن، وساهم في تعزيز هذا الشعور غياب العديد من الطقوس التي كانت متنفسا لهم  كالحمام والفران والسوق   كطقس أسبوعي يساهم في تفريغ الشحنات السالبة التي تعكر صفو حياتهم  ، وهو ما لا يقع اليوم الذي يعيش فيه أغلب المغاربة " زمن الفردانية الفجة " ، وخير دليل على ذلك انتشار قاموس "ندخل سوق راسي ، ماشي شغلي ، ذكر اليمم ترتاح " مما يجعل الكل أصبح مشروع مكتئب.ساهم في ذلك الرغبة في النجاح (ايديولجيا النجاح ) والخوف من الفشل في كل المجالات كالمدرسة والرياضة والعمل والحياة الزوجية ومتطلباتها ،وينتج عن عدم تحقيق ذلك انحراف في السلوك وخاصة لذا المراهقين والذي ينتهي في بعض الحالات بالاقدام على الانتحار .

وبلغة الواقع و الاحصائيات الدقيقة فإن متخصصين مغاربة قاموا سنة 2009 بأول دراسة وبائية تعتبر سابقة في العالم العربي، وقامت  بأخذ عينة تتضمن  6000 مغربي وخلصت إلى أن حوالي 40 % منهم معرضون لمرض نفسي ، وخصوصا مرض الكآبة  والخوف والإدمان ،و  25  من هذه الفئة يمكن أن يسقطوا ضحية مرض الكآبة في حياتهم وهي نسبة عالية .

وبخصوص الحزن أو ما يصطلح عليه المغاربة " تخسار الخاطر " فإن 20 من المغاربة يعترفون بالحزن كمرض وهو رقم أعلى  مقارنة مع ما تم تسجيله بالجارة الجزائر وموريطانيا ، وعن الولوج إلى التشخيص والعلاج تبقى  الاشكالية التي تواجه المغاربة هي تواجد خلل واضح في منظومة  العرض الصحي ، في ضل ما يطلق عليه "ارستقراطية الطب النفسي" في المغرب ،وقلة الأطباء النفسيين الذين لايتعدى عددهم 350  على الصعيد الوطني تشكل عائقا كبيرا للمرضى النفسيين من التوجه إلى العيادات الطبية للعلاج ،بحيث يسجل طبيب النفسي لكل مئة  الف نسمة ، وأغلبهم في المحور الدار البيضاء القنيطرة ،مع تسجيل غياب شبه تام في مدن وقرى  المغرب العميق ، والتي تعيش  خصاصا كبيرا وبياضا مهولا ، ولذلك يلتجئ الأغلب إلى آليات أخرى تصعب المشكل وتؤدي إلى نتائج اخرى ، والتي يكون أغلبها ينتهي بالانتحار مما جعل 90 من حالات الانتحار ناتجة بالأساس عن  عدم التدخل للعلاج في الوقت المناسب .

شارك المقال

شارك برأيك
التالي