تحت عنوان “فرنسا ترسب في اختبار قضية الصحراء في مجلس الأمن” عبرت صحيفة “الشروق” عن خيبة الأمل لدى الأوساط الجزائرية من عدم تزعزع الموقف الفرنسي من مسألة تمديد مهمة الأمم المتحدة، حيث كانت الجارة الشرقية تمني النفس بتغير في موقف باريس من القضية، عقب تحسن علاقاتها مع الجزائر، مقابل توتر في العلاقات مع المغرب.
وحسب الصحيفة، فإن جل أنظار الجزائريين كانت “موجّهة إلى الموقف الفرنسي، في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول القضية الصحراوية، والذي خصص للتصويت على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة (مينورسو)، وما إذا كان يعكس التوجه الذي رسمته باريس لعلاقاتها مع الجزائر في الأشهر القليلة الأخيرة، أم لا”.
واعتبرت الصحيفة أن “أهمية الموقف الفرنسي تكمن في التغيرات التي طرأت على العلاقات بين الجزائر وباريس، وكذا بين باريس والرباط، والتي شهدت تطورا لافتا، بشكل أخلط الكثير من الحسابات بالنسبة للمتابعين والمعنيين بقضية الصحراء، وتابعت بالقول إن “العلاقات الجزائرية الفرنسية يقال إنها استعادت عافيتها، فيما انزلقت العلاقات الفرنسية المغربية المأزومة، إلى مستويات سحيقة”.
وسجلت الصحيفة أنه وخلال انعقاد مجلس الأمن الدولي الخميس، صوتت 13 دولة بـ”نعم” على “تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة” (مينورسو)، فيما امتنعت كل من روسيا وكينيا، أما فرنسا فقد حافظت على موقفها التقليدي في التصويت على القرار بالإيجاب.
الموقف الفرنسي كان لافتا بالنسبة للمتابعين، تقول الصحيفة، لأنه لا يعكس التطور الذي شهدته العلاقات مع الجزائر، والتي استعادت عافيتها، ويصب في ذلك الاتجاه، الزيارة التي قادت كلا من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومن بعده، إليزابيت بورن، على رأس وفد يضم نصف أعضاء حكومتها، إلى الجزائر، وهما الزيارتان اللتان شهدتا التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية.
أما العلاقات بين فرنسا والمملكة المغربية فتمر بأسوء فتراتها، تقول الصحيفة، فالتمثيل الدبلوماسي غائب بين البلدين، منذ تكليف السفيرة الفرنسية في الرباط، هيلين لوغال، بمهمة في عاصمة الاتحاد الأوربي، بروكسل، وكذا تكليف سفير المغرب في فرنسا، محمد بن شعبون، بمهمة في الرباط، ما يعني أن في الأمر سحبا للسفيرين وإن كان بشكل غير معلن.
وبحسب الصحيفة فإن “”كل هذه المعطيات جعلت المراقبين يتوقعون موقفا فرنسيا أكثر جرأة خلال جلسة التصويت على “تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء” (مينورسو)، في مجلس الأمن، ولو تطلب الأمر تبني خيار الامتناع عن التصويت، كما كان الحال بالنسبة لروسيا وكينيا، وتونس في طبعة السنة الماضية”.
وتساءلت الصحيفة “إن كان الموقف الفرنسي هذا، ينسجم ووتيرة التحسّن التي تشهدها العلاقات بين الجزائر وباريس، والتي قطعت أشواطا بعد مرحلة صعبة، ومن ثم تداعياته على هذه العلاقات، التي تبقى مأزومة أصلا، بسبب العديد من الملفات، وعلى رأسها الموقف من ملف الذاكرة، الذي فشل ماكرون في تطويره إلى غاية الآن”.