قال عبد الواحد الشفاقي، البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، إن رصد 60 مليون درهم لقطاع الثقافة ضئيل جدا نظرا للكثافة السكانية التي تقدر بأزيد من 40 مليون نسمة، مضيفا خلال ندوة نظمتها جمعية « مغرب شباب » بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش ومختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي عياض مراكش وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية قلعة السراغنة، أن هذه الميزانية غير كافية لتحقيق أي شيء.
وشدد البرلماني ورئيس مجلس مقاطعة المنارة على أهمية الثقافة في تكوين شخصية الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن المشرعين منكبون على مجموعة من مشاريع القوانين التي تخص الفنانين والمبدعين، متأسفا لكون « الجماعات الترابية لم تصل إلى المستوى المطلوب من أجل تنزيل السياسات الثقافية ».
وقال الشفاقي خلال ندوة فكرية في موضوع: « الثقافة في السياسات العمومية كآلية لتحقيق التنمية » بحضور أساتذة جامعيين وفنانين وفاعلين ثقافيين « اليوم لم نصل إلى المستوى المطلوب في تنزيل السياسات الثقافية وتثمين التراث المادي واللامادي وحماية الموروث الثقافي »، مشددا على الدور الذي يجب أن تلعبه الحكومة، التي « يستوجب أن تعطي له الأهمية، خصوصا وأنه قطاع لا ينفصل عن التعليم والصناعة… ».
من جهته، أكد محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري على ضرورة الإيمان بأن كل سياسة عمومية لا تنطلق من ثقافة المواطنات والمواطنين، فهي غير فعالة وغير ناجعة. وأشار الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، إلى أنه لا يمكن الحديث عن مناعة الأفراد في ظل غياب الهم الثقافي الذي يجب أن يعم الفضاء العام.
وأوضح الغالي، مدير مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي عياض مراكش، أن المجتمع اليوم يعيش أزمة ثقافية، معتبرا أن برامح عمل الجماعات لازالت لم تصل إلى السقف المطلوب لجعل الثقافة تلك الأرضية الصلبة فيما يتعلق بإعداد السياسات العمومية.
