افتتح المقهى الثقافي بالسجن المحلي ببني ملال برنامج أنشطته الثقافية لسنة 2023 الخميس 09 فبراير الجاري، بتنظيم لقاء مفتوح لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسة مع الشاعرة نعيمة الرامي، للحديث عن ديوانها المعنون بـ: “احتراق“.
الشاعرة نعيمة الرامي في كلمتها بالمناسبة نوهت بالأدوار الرائدة التي تقوم بها إدارة المؤسسة من خلال الاهتمام بالإبداع الأدبي والفكري وجعله عنصرا من روافد برامج التأهيل لإعادة الإدماج. لتتحدث بعد ذلك عن ديوانها الشعري الذي يحتوي على أكثر من ثلاثين قصيدة شعرية من الشعر الحر، تتناول مواضيع مختلفة بحس شعري مرهف وحس جمالي عالٍ ووفق رؤية جمالية، للتعبير بوعي وعبر الكتابة الإبداعية حصراً عن تفاعلات الذات ومحيطها الخارجي. كما عرضت الشاعرة إبداعاتها الشعرية عبر إلقاء قصيدة “وشم” من ديوان احتراق وقصيدة “للوجع حروف أخرى” من تراتيل عصفور ملائكي.
بعد كلمة الشاعرة نعيمة الرامي تم فتح باب النقاش أمام النزلاء الحاضرين الذين أغنوا اللقاء بمجموعة من التساؤلات والأفكار التي نوهت في مجملها بغنى التجربة الشعرية للشاعرة وحضورها القوي في الساحة الإبداعية؛ هذه التدخلات تفاعلت معها الشاعرة، وقدمت إضاءات حول النقط التي أثيرت بشأنها كما أشادت بمداخلات النزلاء التي تناولت تجربتها الشعرية من جوانب مختلفة.
وكان هذا اللقاء الذي سيرته الكاتبة أمينة الصيباري فرصة لإطلاع النزلاء الحاضرين على التجربة الإبداعية للشاعرة نعيمة الرامي من خلال تعرفهم على توجهها الإبداعي الذي ميز طريقتها الإبداعية من خلال عمق الرؤية وسعة الخيال وفخامة اللفظ ونصاعة الصورة الشعرية، وكذا مختلف الظروف التي أسهمت في بناء وتكوين شخصيتها الإبداعية، وقد أغنى حقا هذا النقاش حضور ومشاركة الدكتور والمؤرخ المصطفى بن خليفة عربوش.
يشار إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون فكرة أطلقتها المندوبية منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الإدماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.