وقالت الدراسة التي صدرت اليوم في موقع وزارة شؤون الهجرة السويسرية على أن المهاجرين المغاربيين يمثلون 1 في المائة من ساكنة سويسرا، أي ما يفوق 18 ألف مهاجر هم الذين شملتهم هذه الدراسة التي صدرت تحت عنوان "المغاربة الجزائريون والتونسيون في سويسرا"، والتي تقدم نظرة حول ظروف عيش هؤلاء المهاجرين وتسلط الضوء على نقاط الاختلاف بين هؤلاء المهاجرين.
وأبرزت الدراسة أن اندلاع أحداث الربيع العربي، أعطت دينامية جديدة داخل أوساط المهاجرين المغاربة في سويسرا، وخاصة فيما يتعلق بعلاقتهم بوطنهم، ذلك أن أغلب هؤلاء المهاجرين وإن كانت لهم الرغبة في الاستقرار في سويسرا إلا أنهم حريصون على المحافظة على علاقة قوية بوطنهم وأسرهم في المغرب.
هذه العلاقة القوية عبرت عن نفسها بشكل جلي بعد اندلاع الربيع العربي، حيث أصبح المهاجرون يشاركون في مبادرات جماعية لتنمية بلدهم ومساعدة القرى الأكثر هشاشة في المغرب، كما أصبحوا ينقلون خبرتهم إلى المغرب وخاصة في الميدان الطبي من خلال تنظيم قوافل طبية مجانية، كما أن الأساتذة الجامعيين المغاربة في سويسرا أصبحوا يعرضون خدماتهم بالمجان على مؤسسات التكوين في المغرب لنقل خبرتهم لأبناء بلدهم.
وتوقعت الدراسة أن يرتفع عدد المهاجرين المغاربة إلى سويسرا، خصوصا وأن المغرب أصبح عاجزا عن استيعاب جميع الشباب من الباحثين على العمل، لذلك أوصى التقرير بأن تعمل الحكومة السويسرية مع المغرب وبدء حوار استراتيجي مع المغرب للتعاون المستدام في مجال الهجرة، إلى جانب إطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية في المغرب والتي قد تساهم في خلق مناصب الشغل للشباب المغربي.