صور: عبد الله آيت شريف
بعدما أفقدهم الزلزال مساكنهم ومواشيهم ومؤونتهم التي كانوا يأملون أن يواجهوا بها قساوة الطقس خلال الأشهر المقبلة، لم يعد لسكان عدد من دواوير جماعة أزكور، بإقليم الحوز من أمل في إعادة البناء في هذه المنطقة وعرة التضاريس.
قبل أشهر استبشر سكان آيت عثمان، ودوزرو خيرا بانطلاق ورش مشروع لفك العزلة عنهم، بتعبيد مسلك يربطهم بالطريق الإقليمية رقم 2009، بعدما كان موسم الشتاء يتسبب في انقطاع اتصالهم بالعالم كل سنة لمدة تزيد عن شهرين، لكن الزلزال المدمر قضى على بصيص الأمل الذي فتحته الطريق.
تسبب الزلزال حتى الآن في وفاة 85 شخصا قضى أغلبهم داخل المنازل، مع دمار كلي بالنسبة لدوار دوزرو، ونحو 25 شخصا بآيت عثمان فضلا عن عشرات المصابين، والقريتان تبعدان عن مراكش بـ86 كيلومترا، وعن مركز الزلزال بنحو 9 كيلومترات.
وفضلا عن المنازل التي تدمرت بشكل كامل، فقدت الساكنة مورد رزقها المتمثل في محصول اللوز والـ”الكركاع”، فضلا عن المواشي التي قضت تحت الركام ولازالت روائحها تزكم الأنوف وتهدد جثثها بتلويث مياه الشرب وبنشر الأوبئة بين الناجين من الزلزال.
هكذا، وبعدما فقد المواطنون أدنى مقومات الاستقرار، لم يعد من الممكن بالنسبة لكثيرين منهم العودة للسكن في هذه المنطقة، حيث يطالبون بإعادة توطينهم في مناطق أخرى مع توفير حلول اقتصادية لهم.