اتهم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حزب التجمع الوطني للأحرار الذي شارك في حكومة ابن كيران الثانية بثمانية وزراء عقب خروج حزب الاستقلال ساعتها إلى المعارضة، بتعطيل ورش الدعم المباشر للأسر الفقيرة لسنوات، وهو الورش الذي شدد بنعبد الله على أنه كان يمكن الشروع في تطبيقه قبل عشر سنوات، إلا أن صراع أخنوش مع ابن كيران عطله.
وقال بنعبد الله، خلال استضافته في برنامج “مع الرمضاني”، مساء أمس الأربعاء، وهو يبوح بفصول مثيرة جرت حول هذا الملف في عهد حكومة الإسلاميين، إنه كان شاهدا على صراع وقع بين الأحرار و”البيجيدي”، حين رفض الأحرار بقيادة أخنوش تطبيق الدعم المباشر، قائلا أيضا: “هدشي عشتو من داخل المجالس الحكومية”. متسائلا لماذا من يقودون هذه الحكومة اليوم، كانوا يرفضون تنفيذ مشروع الدعم المباشر للأسر سابقا، موضحا أنه عندما يتعلق الأمر بالدولة الاجتماعية فليس ذلك مرتبطا بالتغطية الصحية أو الدعم المباشر، قبل أن يقر بأن هذه الأوراش تعد تقدما اجتماعيا ومكتسبا أساسيا.
واعتبر زعيم حزب الكتاب، أن الحكومة الحالية، رغم ما لها من توجهات وما ترفعه من شعارات براقة، فوزراؤها ضعاف سياسيا، ومن ثم يرى بنعبد الله أن وزراء الحكومة “معرفينش يخدمو بالسياسة، وتنزيل مفهوم الدولة الاجتماعية بعاد عليه”.
بالنسبة لبنعبد الله، فالدعم المباشر المؤقت، لا يعفي الحكومة من ضرورة توفير فرص الشغل الحقيقية وضمان العيش الكريم للمواطنات والمواطنين.
وقال بنعبد الله، الذي قطر الشمع على حزب الأحرار، إن الجو السياسي غير مساعد لمشاركة حزبه من جديد في الحكومة، مؤكدا على وجود أزمة ثقة بين المواطنين، وسيكون من الأفيد تواجد التقدم والاشتراكية بعد 80 سنة من تأسيسه، خارج حكومة أخنوش، عسى أن يتمكن حزبه من موقع المعارضة من تحقيق المصالحة وإصلاح ما يمكن إصلاحه داخل المشهد السياسي المغربي.
إلى ذلك، كان عبد الإله ابن كيران، كشف في ماي الماضي، أثناء افتتاحه الملتقى الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة البيضاء- سطات، كواليس مثيرة حول مفاوضاته مع حزب التجمع لتشكيل الحكومة في سنة 2016.
وقال زعيم “البيجيدي”، إن أخنوش، الرئيس الحالي للحكومة، اشترط عدم دخول حزب الاستقلال للحكومة، لكنه عارض أيضا صرف الدعم المباشر للأسر المعوزة.
وقال ابن كيران: “إن رجال الأعمال المسيسين يدافعون عن توجيه الدعم للشركات، عوض توجيهه للأسر الفقيرة، لأنه بحسب تعبيرهم، هذا الدعم سيساهم في النهوض بالقطاع الخاص، وسيمكن من خلق فرص الشغل، عوض الدعم المباشر الذي من شأنه أن يكرس حسب تعبيرهم الاتكالية، والعزوف عن العمل”.