أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة تقليص أيام المؤتمر من ثلاثة إلى يومين.
تفسير ذلك بحسب مسؤولين بالحزب، يعود إلى أن المكتب السياسي قرر في وقت لاحق، تقليص مدة المؤتمر، من ثلاثة أيام إلى يومين، بسبب آمال عريضة في بلوغ منتخب المغرب نهائي كأس إفريقيا الذي سيجرى في 11 فبراير. وكانت رغبة قادة الحزب في إفساح المجال لأعضائه لمشاهدة المباراة النهائية. سيؤكد ذلك رئيس اللجنة التحضيرية سمير كودار في برنامج « نقطة إلى السطر » على قناة « الأولى » في 9 يناير الفائت.
ورغم أن المنتخب المغربي غادر المسابقة في 30 يناير الفائت، إلا أن قادة الحزب لم يرغبوا في تغيير برمجة المؤتمر مجددا.
وفي يومين أو ثلاثة، فإن الغموض يستمر حول مصير المناصب التنفيذية في الحزب على مبعدة يومين فقط من المؤتمر. ففاطمة الزهراء المنصوري، بدت في النداء الذي بثته على صفحتها في « فايسبوك » غير حاسمة فيما يتعلق بترشيحها لمنصب الأمين العام. بدل ذلك، فإن بعض العبارات المستعملة تُشير إلى وجود نوايا في دعم مرشح آخر من « الأجيال الجديدة »، كما لمحت إلى ذلك في النداء.
لم تستخدم المنصوري صفتها التنظيمية في هذا النداء، لكن الكثيرين لم يتوقعوا منها اتباع هذه الطريقة في إدارة أزمة القيادة القائمة في حزبها. ردا على ذلك، سيقدم الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، تعليقا مقتضبا إلى حساب صحفي على « فايسبوك »، حيث قال: « لا علم لي بأي نداء، ولم أطلع على أي نداء »، في معاملة بالمثل من حيث الوسيلة المستخدمة في إدارة هذه الأزمة.
يُنظر إلى نداء المنصوري داخل حزبها بمثابة مقدمة لدفن زميلها الأمين العام الحالي، وغُذي النداء بتسريبات حول اجتماع عقد أمس الاثنين، وحضره وهبي، وخلص إلى قبول المنصوري الترشح لمنصب الأمين العام. كان العربي المحرشي، عضو المكتب السياسي قد صرح أمس لموقع « تيل كيل » بأن « اجتماعا ستعقده لجنة مصغرة للنظر في ترتيبات متعلقة بالترشيحات ».
وفي الواقع، فإن هذا الاجتماع لم يحدث، كما أن المسؤولين البارزين من الطرفين المتبارزين لم يؤكد أي واحد منهم، مشاركته في هذا الاجتماع، سواء تعلق الأمر بوهبي أو بالمنصوري، ما يجعله « اجتماعا لرفقاء المحرشي فقط، أعطي له مدلول هام في بعض وسائل الإعلام »، وفق عبارة عضو بالمكتب السياسي.
وطيلة أربع سنوات، لم يكن للعربي المحرشي أي دور في حزبه منذ أن حاول دعم حملة عبد الحكيم بنشماش عام 2020، في مواجهة « تيار المستقبل » الذي قاده وهبي آنذاك. في تلك الفترة، أطلقت الشرطة بحثا قضائيا بخصوص شكوى ضد المحرشي تتعلق بانتهاك قواعد الشفافية في تدبير المجلس الإقليمي لوزان. لكن نتائج ذلك التحقيق لم تظهر حتى الآن.
وعدا المحرشي، فإن أكثرية قادة الحزب يميلون إلى تجنب وسائل الإعلام، باستثناء كودار المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر. في المقابل، فإن بعض أعضاء شبيبة الحزب التي طالما أشرف المهدي بنسعيد على تطوير هياكلها، يقدمون تصريحات متلاحقة حول مستقبل الحزب في ضوء هذه الأزمة.