روى شاهد عيان، هول الفيضان الذي ضرب إقليم طاطا ليلة السبت الأحد، وتسبب في وفاة 7 أشخاص وفقدان 11 آخرين.
وقال عبد القادر أفري، من ساكنة دوار أوكرضا، بمنطة اسموكن، بجماعة تمنارت بإقليم طاطا، إن ما حدث لم يسبق أن رآه في حياته كما أن المسنين في القرية لا يذكرون أنه سبق أن وصل طوفان إلى المنطقة بهذا الحجم.
وأوضح أفري الذي فقد أفرادا من عائلته، أن السيول وصلت في منتصف الليل، وبلغ علوها ما يناهز 20 مترا، مضيفا « لقد جرفت بيتا كاملا بأفراد أسرته »، مشيرا إلى أن من ضمن الضحايا شاب عمره 19 عاما، وأخته 23 عاما، وأمه في الخمسينات من العمر.
وصل موقع « اليوم 24 » إلى دوار أوكرضا، الذي تعرض للحادث، مساء بعد ساعات على مرور الطوفان، حيث كان الناس لازالوا لم يستفيقوا من هول الفاجعة.
والدوار عبارة عن تجمع سكني صغير بواحة تتمركز في فج عميق بين تضاريس جبلية وعرة، مسالكها صعبة، بفعل العزلة التامة، إثر تضرر البنية الطرقية وانقطاعها بسبب السيول الجارفة التي نتجت عن التقاء واديين كبيرين بالمنطقة.
وقد وصلت السلطات إلى المكان صبيحة يوم الحادث، وقدمت المساعدات للسكان، لكن البحث لازال متواصلا عن المفقودين.
وكانت تساقطات رعدية قوية عرفتها 17 عمالة أدت إلى تسجيل 11 وفاة بكل من أقاليم طاطا (7 أشخاص)، وتزنيت (شخصان) والراشيدية (شخصان أحدهما من جنسية أجنبية).
وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، رشيد الخلفي، في تصريح للصحافة أمس الأحد بالرباط، أن هاته التساقطات أسفرت أيضا عن تسجيل 9 أشخاص في عداد المفقودين بكل من أقاليم طاطا والراشيدية وتارودانت.
وأضاف أن هاته التساقطات المهمة المسجلة في اليومين الفارطين تمثل ما يناهز نصف مقدار التساقطات التي تعرفها المنطقة على مدار السنة. بل وتتجاوز أحيانا، ببعض المناطق، المقدار السنوي المعتاد، حيث سجلت 250 ملم بطاطا، و 203 ملم بتنغير، و 114 ملم بفكيك، و 82 ملم بورزازات.
أما فيما يتعلق بالخسائر المادية، فقد عرفت المناطق المتضررة، حسب الناطق الرسمي، تسجيل الحصيلة المؤقتة التالية:
– انهيار 40 مسكنا، منها 24 مسكنا عرف انهيارا كليا.
– انهيار كلي أو جزئي لأربع منشآت فنية متوسطة.
– تضرر 93 مقطعا طرقيا ما بين طرق وطنية وجهوية وإقليمية، وانقطاع حركة السير بها، حيث تمكنت السلطات العمومية لحد الساعة من إعادة حركة السير بـ 53 مقطعا منها.
– إلحاق أضرار بشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب والشبكات الهاتفية.