في مقال بعنوان « الازدهار القريب »، سلط الكاتب مارسيلو توغنوزي الضوء على « التحولات العميقة » الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الصحراء المغربية بعد خمسة عقود من المسيرة الخضراء.
وركز الكاتب البرازيلي على مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، حيث يعمل فريق من الخبراء على إنجاز هذا المشروع الضخم بتكلفة تقدر بـ 1.2 مليار يورو، والذي سيعزز التجارة العالمية مع غرب إفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، والأمريكتين.
وقال انه في قلب ورش يمتد على 1650 هكتارًا، تلعب النساء دورًا أساسيًا، مثل نسرين يوزي التي تدير هذا المشروع، الذي يلبي 60% من احتياجاته من الطاقة الشمسية.
وأضاف أنه بحلول عام 2028، سيكون الميناء قادرًا على معالجة ما يصل إلى 35 مليون طن من البضائع سنويًا، في موقع جيوستراتيجي يخدم كل من الدول الجنوبية وجزر الكناري.
ويقول توغنوزي إن الاستثمارات في البنية التحتية بدأت تؤتي ثمارها، مما يضع المغرب كمركز محوري رئيسي في إفريقيا.
إلى جانب ميناء الداخلة، تعرف موانئ الدار البيضاء وطنجة توسعًا مستمرًا، مما يعزز قدرتها التنافسية بشكل كبير ويقلل من وقت نقل البضائع. يلاحظ الكاتب أن الرحلة البحرية بين البرازيل وطنجة توفر 6 أيام مقارنة برحلة إلى روتردام.
من بين المشاريع الكبرى الأخرى التي يجري العمل عليها، يذكر توغنوزي توسيع خط القطار فائق السرعة الذي يربط حاليًا بين الدار البيضاء وطنجة ليصل إلى مراكش وأكادير، تحضيرًا لكأس العالم 2030 الذي ستستضيفه المغرب مع البرتغال وإسبانيا.
يقول توغنوزي، الذي يزور الأقاليم الجنوبية للمملكة، « في الأراضي المغربية، الازدهار واضح »، مشيرًا إلى صورة المرأة التي ترمز إلى هذا التزاوج بين التقاليد والحداثة، حيث تعمل النساء في ورش بناء ميناء الداخلة الأطلسي إلى جانب 1700 عامل آخرين.
« وعلى الجانب الآخر من الحدود، يعيش الصحراويون في المخيمات في ظروف مشابهة لتلك التي كانت قبل 50 عامًا، تحت الخيام، مع تغييرات طفيفة »، يضيف الكاتب.
يشير توغنوزي إلى أن البوليساريو يروج لخطاب يهدف إلى تشويه الوقائع، مؤكدًا أن هذا النوع من الخطاب يفتقر إلى المصداقية.
في هذا السياق، يستشهد توغنوزي بكتاب « الصحراء المغربية: الفضاء والزمن » للمحامي الفرنسي هوبير سيلان، الذي يقدم فيه عرضًا مفصلاً مدعومًا بالحقائق والأدلة القانونية حول النزاع بشأن الصحراء.
ويشير توغنوزي إلى أن أي شخص يشاهد تحول الصحراء إلى فضاء مزدهر لا يمكنه إلا أن يقارن مرونة نباتاتها التي تغرس جذورها بعمق في الأرض وتقاوم كل التحديات بتطلعات الذين ساروا نحو الداخلة لتحقيق الازدهار، مضيفًا أن البرازيليين يعرفون هذه الطاقة جيدًا، على غرار الطاقة التي أظهرها الرئيس البرازيلي السابق جوسيلينو كوبيتشيك عندما اتجه نحو الوسط الغربي لبناء العاصمة برازيليا.