قال الباحث والناشط الحقوقي أحمد عصيد، أمس الخميس بالرباط، خلال افتتاح الندوة العلمية حول « الروافد الإفريقية، الحسانية، والعبرية في الهوية الوطنية »، نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي، إن استعمال اللغة العبرية من طرف مغربي لا يمكن اعتباره مؤامرة صهيونية، مشبهاً ذلك بما كان يُروَّج في السبعينيات والثمانينيات حول اللغة الأمازيغية.
وأوضح عصيد أن المكون العبري في المغرب ليس خاصاً بطائفة معينة، بل هو جزء أصيل من الهوية الوطنية، تفاعل وتمازج مع باقي المكونات، وساهم في نهضة البلاد عبر التاريخ، سواء في مجالات الدبلوماسية أو التجارة أو الطب أو الفكر الفلسفي.
وأضافالمتحدث، أن اللحام الوطني في المغرب قوي ومتين بجميع مكوناته، وأن الموقف المغربي من القضايا الدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ينطلق من الخصوصية المغربية، قائلاً: « نحن مع الحق الفلسطيني، لكن انطلاقاً من بلدنا، ومن أمازيغيتنا ويهوديتنا وحسانيتنا، وليس من إيديولوجيات المشرق ».
وحمل عصيد الحكومات المتعاقبة مسؤولية نقص المعرفة والتشويش الإيديولوجي، لافتاً إلى أن حملات التحسيس بمضامين الدستور لم تُنجز بالشكل الكافي، مما أدى إلى ضعف الوعي الشعبي بأهمية هذه المكونات.
وشدد على أن المكون العبري في الهوية الوطنية مكون قائم الذات، وليس مجرد رافد، كما اعتبر أن انتماء المغرب إلى إفريقيا هو انتماء حضاري وثقافي وبيولوجي، وليس مجرد امتداد جغرافي. وأبرز أن الصحراء شكّلت عبر التاريخ جسراً للتواصل التجاري والثقافي والعسكري بين شمال إفريقيا وجنوب الصحراء، وأن انقطاع المغرب عن إفريقيا جنوب الصحراء في فترة سابقة كان لأسباب سياسية.
وختم عصيد مداخلته بالتأكيد على أن عودة المغرب إلى إفريقيا اليوم تأتي بمنظور مختلف، يقوم على تصحيح أخطاء الماضي وتعزيز الأدوار الاستراتيجية للقارة، مضيفاً أن المغرب يعود بذلك إلى ذاته وهويته الإفريقية الأصيلة.