أصدر المجلس العلمي الأعلى فتوى شرعية في موضوع أحكام الزكاة، رفعها إلى أنظار الملك محمد السادس باعتباره أميرا للمؤمنين.
وفق نص الفتوى الشرعية التي بادرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بنشر تفاصيلها على موقعها الإلكتروني الرسمي، اليوم الجمعة، أدلى المجلس في صدارة نص هذه الفتوى المتعلقة بالزكاة، بجملة من التوضيحات التي وصفها ب » الضرورية »، مبينا المجلس أن القصد، حصريا، من إصدار هذه الفتوى هو بيان أحكام الزكاة لمن تجب عليه مسئوليتها.
وفي مقدمة التوضيحات التي تقدم بها المجلس العلمي الأعلى، هو أنه وضح الفرق بين الضريبة وبين الزكاة، مؤكدا أن الضريبة تأخذها الدولة من الناس مقابل مختلف الخدمات التي تقدمها لهم، والزكاة يخرجها المكلفون من الأموال حسب أحكامها الشرعية، وتستفيد منها الفئات المبينة بنص القرآن الكريم، مشددا أن شعيرة الزكاة يعطيها المزكي استجابة لأمر الله.
وأوضح المجلس أيضا في مقدمة فتواه، بأن العلماء عندما يقومون بإصدار الفتوى إنما يقومون بواجبهم في التذكير والتبليغ.
وكشف المجلس العلمي الأعلى، بأن فتوى الزكاة تشتمل على بيان ما يحتاج إليه المكلف في القطاعات التي تتعلق بها الزكاة؛ وهي أنواع الأموال التي تجب فيها، ومقدار ما يجب في كل نوع، ومتى يتعين إخراجها، ومن يستحق أن تعطى له.
وشدد المجلس أنه اعتمد في معظم أحكام هذه الفتوى على ما ورد في المذهب المالكي، مستعملا المصطلح الفقهي المعتاد مع شرحه بما ييسر الفهم لعموم الناس.
وقال المجلس إن فتواه حول موضوع الزكاة، استوعبت ما يتعلق بالزكاة كما ورد تقريره في كتب الفقه أو في ما يستنبط منها.
كاشفا المجلس أيضا، بكون توسع النشاط الإنساني وتعقده في هذا العصر، اقتصاديا وماليا واجتماعيا، قد تتولد عنه حالات تمكن معالجتها بالقياس على الأحكام الأصلية أو بالنظر إلى المقاصد، لذلك فإن المجلس سيظل مواكبا للموضوع في اجتهاد مفتوح.
وأبرز المجلس ضمن توضيحه الذي ذلل به فتواه، بأنه يمكن لكل من عنده حالة خاصة، لاسيما في زكاة الأنشطة الجديدة المدرة للمال، أن يتوجه بالسؤال إلى المجلس العلمي الأعلى، وذلك بإرسال السؤال مكتوبا أو مسجلا بالصوت على موقع إلكتروني سيعلن عنه المجلس بعد نشر هذه الفتوى.
المجلس العلمي الأعلى قال إن : »المقصد الذي بيّنه القرآن الكريم من الزكاة في قوله تعالى: ﴿خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾ (التوبة: الآية 104) هو الفائدة التي تعود على المعطي، بتحريره من الشح والبخل ».
وشدد المجلس في توضيحه، على أن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وفريضة من فرائضه العظمى، وأساس من أسسه الكبرى التي تنبني عليها أحكام الإسلام الأخرى، المقوِّمة لحياة المسلم.
مؤكدا أن في هذه الفتوى أصول ما يجب أن يستحضره المسلم عن هذه الفريضة، وعرض ضروري لأحكامها على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه.
فالزكاة وفقا لفتوى المجلس العلمي الأعلى، حق محدد أوجبه الله في المال إذا بلغ مقدارا معينا، ليصرف على المستحقين المحددين في قوله تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم﴾ (التوبة: الآية 60).