يشهد مشروع مدارس الريادة التابع لوزارة التربية الوطنية، أزمة حقيقية بسبب النقص الحاد في المقررات الدراسية، ما تسبب في ارتباك واضح لدى التلاميذ وأولياء أمورهم وأثر سلباً على انطلاقة الموسم الدراسي 2025-2026.
ففي بلاغ صدر أمس الجمعة، أعلنت رابطة الكتبيين بالمغرب أنها تتابع بقلق كبير الوضعية الراهنة المرتبطة بالنقص الحاد في المقررات الدراسية الخاصة بمدارس الريادة، وهو خصاص يشمل عدداً مهماً من العناوين في مختلف المواد والمستويات الدراسية.
وأكدت الرابطة أن المهنيين عاينوا منذ انطلاق الموسم الدراسي توافد أعداد كبيرة من أولياء الأمور والتلاميذ على المكتبات بحثاً عن كتب الريادة دون أن يتمكنوا من اقتنائها، بسبب قلتها أو نفادها أو نتيجة تأخر الناشرين في تزويد المكتبات بها في الوقت المناسب، مما خلق ارتباكاً واسعاً لدى الأسر وأثر سلباً على السير العادي للعملية التعليمية.
وشدد البلاغ الذي توصل به « اليوم 24″، على أن المكتبات لا تتحمل أي مسؤولية عن هذا الخصاص، محمّلاً الناشرين كامل المسؤولية بسبب تأخرهم في الطباعة والتوزيع وعدم احترامهم للآجال المحددة والهامش الربحي المتفق عليه، الأمر الذي يمس بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ ويعرقل السير المنتظم للتعليم.
ودعت الرابطة، الوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لإلزام الناشرين باحترام دفتر التحملات وضمان توفير المقررات الدراسية بالكميات الكافية، حماية لحقوق التلاميذ وصوناً لكرامة الكتبيين الذين يؤمّنون الكتاب المدرسي في الوقت المناسب.
أزمة تصل قبة البرلمان
في السياق ذاته، وجّه النائب البرلماني حسن أومريبط عن فريق التقدم والاشتراكية، سؤالاً كتابياً إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول معاناة التلاميذ وأولياء أمورهم من نفاد الكتب المدرسية الخاصة بمدارس الريادة وما يرافق ذلك من ممارسات مشبوهة.
وأشار النائب إلى أن تجربة مدرسة الريادة تواجه تحدياً كبيراً يهدد مستقبلها بالفشل، بعد أن فُقدت الكتب المقررة رغم الوعود السابقة بتوزيعها مجاناً على التلاميذ المعوزين. وأضاف أن هذا الخصاص أدى إلى لجوء البعض إلى السوق السوداء، حيث تباع الكتب بأثمان مضاعفة رغم ضعف هامش الربح في الأصل.
وأكد أومريبط أن الأزمة تتطلب تدخلاً عاجلاً لمعالجتها بشكل جذري، مبرزاً أن الوضع الراهن يدفع الأسر للبحث عن كتب بديلة أو نسخ مقررات غير رسمية، بينما يجد الأساتذة صعوبات في تنزيل الدروس الرقمية بسبب غياب الكتب الورقية.
وختم النائب سؤاله بمطالبة الوزارة بتوضيح أسباب نفاد الكتب الخاصة بمدارس الريادة، والإجراءات التي ستتخذها لضبط السوق وضمان توفير المقررات للتلاميذ، وتمكين الأساتذة من تنزيل دروسهم عبر المنصة الرقمية المخصصة لذلك.