قالت رحمة بورقية، رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن قطاع التربية في القارة الإفريقية ما يزال يواجه تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد، رغم الجهود المبذولة على مختلف المستويات.
وأوضحت بورقية في كلمة لها خلال الندوة الإفريقية حول “منظومات التربية والتكوين والبحث العلمي: ديناميات التحول”، صباح الأربعاء بالرباط، أن 25 في المائة من الشباب الإفريقي يوجدون خارج منظومة التعليم والتشغيل والتكوين، معتبرة أن هذا الواقع يعكس حجم التفاوتات التي لا تزال قائمة بين الدول الإفريقية، وكذا محدودية السياسات الموجهة نحو إدماج هذه الفئة الحيوية في المجتمع.
وأضافت بورقية، أن “الاستثمار في تربية ذات جودة في إفريقيا يُعدّ محركاً أساسياً للعملية التنموية، وضمانة لإنجاح التحولات المنشودة وتحقيق الرفاهية المستقبلية”، موكدة بأنه “رغم التقدم الملموس الذي حققته القارة في مجال التمدرس، فإن تحديات كبيرة لا تزال قائمة وتتطلب حلولاً ناجعة”.
وأضافت المتحدثة أن “وتيرة تنفيذ الإصلاحات التربوية تشهد تباطؤا أحيانا”، ما يجعل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجال التربوي أمرا يتطلب تضافر الجهود وتسريع وتيرة الإصلاح.
وفي هذا السياق، كشفت بورقية أن القارة الإفريقية في حاجة إلى حوالي 17 مليون مدرس إضافي بحلول سنة 2030، لضمان ولوج شامل للتعليم الابتدائي والثانوي، معتبرة أن تكوين المدرسين “أحد أكبر التحديات الراهنة التي تواجهها المنظومات التعليمية بالقارة”.
وأشارت رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين إلى أن هذه الحاجيات الكبرى في الموارد البشرية تفرض التفكير في نماذج جديدة لتكوين الأساتذة وتأهيلهم، مع تعزيز جاذبية مهنة التعليم وضمان ظروف عمل لائقة تحفظ كرامة المدرس.
وشددت بورقية على أن “التربية تعد من أنجع الوسائل التي نملكها لبناء المستقبل ومواجهة ما يكتنفه من مظاهر اللايقين”، مؤكدة أن الاستثمار في التعليم هو السبيل الأمثل لبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة.
وختمت المتحدثة مداخلتها بالتأكيد على أن إفريقيا “قارة واعدة للغاية، وقادرة على امتلاك زمام مصيرها وبلورة مشروعها التنموي الخاص، الذي تضطلع فيه تربية الأجيال الصاعدة بدور محوري وحاسم”، داعية إلى جعل التعليم في قلب أي رؤية تنموية مستقبلية للقارة.