في وقت تتزايد فيه التحذيرات من مخاطر تهجير سكان قطاع غزة بعد الحرب، أعلنت جنوب أفريقيا رفضها استقبال رحلات جماعية تحمل فلسطينيين، معتبرة أن بعض هذه الرحلات قد تُستغل لتنفيذ ما وصفته بـ »أجندة تهجير قسري » تستهدف تفريغ القطاع من سكانه.
هذا الموقف الرسمي يأتي في سياق وصول رحلة خاصة إلى مطار O.R. Tambo الدولي في جوهانسبرغ، تقلّ أكثر من 150 فلسطينياً قدموا من غزة عبر ترانزيت في كينيا، وهو ما أثار نقاشاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية في جنوب أفريقيا.
ووفق السلطات الجنوب أفريقية، فقد وصلت الرحلة وعلى متنها 153 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، واجه بعضهم مشاكل تتعلق بالوثائق، من بينها غياب ختم خروج من إسرائيل، أو عدم توفر تذاكر عودة، أو عنوان إقامة واضح داخل البلاد.
وبعد نحو 12 ساعة من التحقيقات والتدقيق في الملفات، سمحت السلطات بدخول حوالي 130 شخصاً لمدة قصيرة لمدة 90 يوماً، فيما غادر الباقون إلى دول أخرى مباشرة من المطار.
وتأتي هذه التطورات في سياق موقف سياسي لجنوب أفريقيا، التي تتهم إسرائيل بالسعي إلى خلق واقع ديمغرافي جديد في غزة عبر دفع السكان إلى الخروج، معتبرة أن بعض الرحلات « قد تتحول من إجلاء إنساني مؤقت إلى عملية تهجير مدروسة ».
وأكدت الحكومة الجنوب أفريقية أنها تدعم خروج الجرحى والحالات الطارئة للعلاج فقط، مع التشديد على أن يكون ذلك مؤقتاً وبضمانات واضحة لحق العودة.
هذا الجدل يتزامن مع استمرار المسار القانوني الذي تقوده جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، حيث تتهم إسرائيل بارتكاب « جرائم إبادة » في غزة، وترى أن أي خطوة مرتبطة بخروج الفلسطينيين قد تُفسَّر كقبول بأمر واقع جديد يُضعف حججها أمام المحكمة.