شريط الأخبار

الوضعية الحرجة لمركز تحاقن الدم بجهة الشمال تجر وزير الصحة للمساءلة البرلمانية

26 نوفمبر 2025 - 08:00

وجّه البرلماني إدريس ساور المنصوري، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب عن إقليم الفحص أنجرة، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، حول الوضعية الحرجة التي يعيشها المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في ظل الخصاص الكبير الذي بات يهدد حياة المرضى المحتاجين للدم بشكل مستعجل.

وأشار البرلماني في مراسلته الموجّهة لرئيس مجلس النواب إلى أن المركز الجهوي يعرف منذ مدة نقصًا حادًا في مخزون الدم، ما أثّر بشكل مباشر على الحالات المستعجلة وعلى المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية دقيقة أو يعانون من أمراض مزمنة تتطلب تزويدهم المنتظم بالدم.

وأكد إدريس ساور المنصوري أن هذا الوضع “يُعمّق معاناة المرضى ويُعرّض حياتهم للخطر”، مشيرًا إلى أن الشحّ المسجّل في المادة الحيوية أصبح يثير قلقًا واسعًا لدى المواطنين، ويكشف هشاشة تدبير هذا المرفق الحيوي الذي يُعدّ ركيزة أساسية في المنظومة الصحية.

وطالب البرلماني، وزير الصحة بتوضيح الإجراءات الاستعجالية التي تعتزم الوزارة اتخاذها لمعالجة هذا الوضع، سواء عبر تحسين حكامة المراكز الجهوية لتحاقن الدم، أو إطلاق حملات تبرع منتظمة وواسعة، أو تعزيز الموارد البشرية واللوجستيكية الكفيلة بضمان توفير المخزون الضروري على امتداد الجهة.

ويأتي هذا السؤال النيابي في وقت تشهد فيه عدة مراكز لتحاقن الدم على المستوى الوطني خصاصًا متفاوتًا، ما يدفع إلى تجديد الدعوة للمواطنين للمساهمة في حملات التبرع، ولتعزيز التدخلات الحكومية لضمان الأمن الصحي المرتبط بهذه المادة الحيوية.

ومن جهة أخرى سبق لعدد من جمعيات المجتمع المدني بمدينة طنجة بتقديم شكاية رسمية إلى والي جهة طنجة تطوان الحسيمة  » يونس التازي « ، يلتمسون فيها فتح تحقيق والتدخل العاجل لمعالجة ما وصفته بـ”الوضعية المقلقة” التي يعيشها مركز تحاقن الدم بالمدينة، باعتباره مرفقا حيويا يرتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين.

وأكدت الجمعيات أنها عاينت، إلى جانب عدد كبير من المتبرعين والمتطوعين، مجموعة من الاختلالات التي أصبحت تعيق الأداء الطبيعي للمركز، مشيرة إلى ضعف جودة الخدمات وعدم القدرة على تلبية حاجيات المواطنين في ظروف مناسبة، إضافة إلى سوء معاملة يتعرض لها بعض المتبرعين، واعتماد توقيت غير ملائم لا يراعي ظروف الساكنة.

وسجلت الشكاية أيضا رفض إدارة المركز لعدد من المبادرات التطوعية التي تقدمت بها جمعيات متخصصة لتنظيم حملات التبرع بالدم، ما يؤدي حسب تعبيرها إلى هدر فرص تعبئة مخزون مهم من هذه المادة الحيوية، خاصة خلال فترات الخصاص.

كما لفتت الجمعيات إلى وجود مركز وحيد لتحاقن الدم لا يستجيب لحاجيات مدينة مليونية مثل طنجة، وهو ما يتسبب في ضغط كبير واختلالات متكررة في الاستجابة للطلبات المتزايدة.

وحذرت الجمعيات من خطورة استمرار هذا الوضع، خاصة مع استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، مثل كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، وهي محطات يرتفع فيها الطلب على مادة الدم بشكل ملحوظ.

وطالبت الجمعيات والي الجهة بالتدخل العاجل لتحسين خدمات المركز، ومراجعة طرق تدبيره، وفتح الباب أمام المجتمع المدني للمساهمة في تنظيم وتأطير حملات التبرع بالدم، في إطار تعاون يضمن خدمة المصلحة العامة، ويحافظ على صحة المواطن وكرامته.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *