بعد واحد وخمسين يوما قضاها الطبيب المغربي زهيز لهنا في غزة، التي كانت تعيش تحت القصف، عاد الأخير إلى المغرب بداية الأسبوع الجاري، حيث يزور عائلته بمدينة الدار البيضاء.
في أول لقاء له مع الصحافة بعد عودته من فلسطين، التقى « اليوم24 » بالدكتور لهنا الذي حكى تفاصيل دخوله إلى قطاع غزة للمرة الثالثة على التوالي.
لهنا حكى تفاصيل أسبوعه الأول الذي كان مشحونا ومر على وقع القصف المتكرر، وتفاصيل تحمل في طياتها الكثير من الدم والألم والتأثر أيضا.
بداية الرحلة كانت رفقة تجمع الأطباء فلسطين-أوربا، بمعية 4 أطباء اثنان منهما فلسطينيان يحملان الجنسية النرويجية، والثالث نرويجي الأصل.
دخل الأطباء إلى غزة يوم 13 يوليوز، وذلك بعد أسبوع من بداية العدوان الاسرائيلي. يقول « بدأ العدوان يوم 8 يوليوز، بعد يومين اجتمعت مع الأطباء حيث وصلنا إلى القاهرة بتاريخ 11 يوليوز، حاولنا الدخول لكن السلطات المصرية منعتنا، قبل أن يتدخل الطبيب النرويجي بدعم من دولته، لنصل إلى غزة عبر معبر رفح يوم 13 يوليوز قبل ساعات قليلة من آذان صلاة المغرب، ووقت الإفطار ».
الليلة الأولى قضاها الطبيب المغربي إلى جانب زملائه بالمستشفى الأوروبي المتواجد بين خان يونس ورفح، ويؤكد « تزامنت الليلة الأولى مع الانفجارات والهجوم الصهيوني الغاشم، لتبدأ رحلة توافد المصابين خلال الساعات الأولى من دخولها إلى فلسطين ». [related_post]
وكشف لهنا في حديثه مع الموقع، أن مستشفى الشفاء كان يستقبل أيام القصف ما يزيد عن 250 مصابا، مقابل إمكانيات لوجيستيكية ضعيفة جدا، حيث يضم المستشفى 10 أسرّة في الخارج، و13 سرير في العناية المركزة فقط. « كنا نعيش استنفارا طبيا هائلا، ورغم الارتباط والفوضى إلا أن العمل كان مرضيا كثيرا »، يقول لهنا. [related_post]
وعلى طول مدة تواجده في غزة، أجرى الطبيب المغربي، أزيد من 50 عملية جراحية، أغلبها عمليات قيسرية، وتنقل بين ثلاث مستشفيات هي مستشفى الشفاء، مستشفى ناصر بخان يونس، والهلال الأحمر الاماراتي برفح.
الدكتور المغربي، عاش العديد من التفاصيل التي أكد أنها ستظل راسخة في عقله، تفاصيل عاشها لزيد من 50 يوما وسط الشعب الفلسطيني الذي عاش تحت القصف وأبى الأخير أن يغادر أرضهم إلى حين حلول الهدنة.