قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية، إن توشيح المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، من طرف إسبانيا في ظرفية يعرف فيها المغرب وفرنسا أزمة دبلوماسية، يدل على تنافس بين المخابرات الاسبانية والفرنسية، ليس فقط في اكتساب صداقة المغرب، ولكن أيضا في دعم التعاون بين البلدين في جميع ميادينه، بما فيها الميدان الأمني.
وأضاف الحسيني، في تصريح لـ »اليوم24″، أن توشيح مدير « الديستي »، في ظل الأزمة بين المغرب وفرنسا بسبب استدعائه من طرف القضاء الفرنسي على خلفية دعوى قضية تتعلق بالتعذيب، بمثابة رد غير مباشر على الموقف الفرنسي، داعيا في الآن ذاته إلى التمييز بين موقف السلطات القضائية الفرنسية، وموقف الدبلوماسية الفرنسية، السلطة المركزية في البلاد، قائلا: « هناك توزيع واضح للسلطات في فرنسا، حيث تتمتع السلطة القضائية بكافة استقلاليتها، ما يعني أن ذلك الموقف لا يعبر عن موقف الدبلوماسية الفرنسية أو النظام الفرنسي، وهنا يظهر واضحا أن الديمقراطية الفرنسية لا تعطي انعكاسا حقيقيا لموقف النظام من العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب ».
واكد الحسني أن التوتر القائم بين الرباط وباريس راجع في الكثير من « ضبابيته » إلى المواقف التي تتخذها جهات معينة داخل النظام الفرنسي، وإزاحة تلك الغيوم تتطلب بعض الوقت.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، الى أن الموقف الإسباني حاليا يقدم نوعا من الوضوح حول علاقات الدول الثلاث، مشيرا إلى أن مدريد تحاول توجيه ضربة قوية لباريس، تبرز من خلالها أن علاقاتها مع المغرب تسير في اتجاه جيد، على عكس ما هي عليه مع فرنسا، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق فقط بالاستخبارات، بل يتجاوزه ليشمل ميادين حيوية كالمجال الاقتصادي، إذ استطاعت إسبانيا أن تنتزع موقع فرنسا كشريك تجاري أول للمغرب، مقابل مساعي العديد من المستثمرين الإسبان لاقتحام مجال الاستثمارات المغربية. وفي مجال السياحة، تعمل إسبانيا على رفع مستوى رحلاتها نحو المغرب، وتوجه مواطنيها لزيارته عن طريق تخفيضات في أسعار الرحلات وتسهيلات في الأداء، وهو الأمر الذي أثبتته معطيات وزارة السياحة والمؤشرات العالمية، وترتيب المغرب من طرف المجلات والجرائد العالمية، « وكأن اسبانيا تريد سحب البساط من تحت أقدام فرنسا ». وفي الأخير، دعا الحسيني المغرب أن يأخذ العبرة من هذا التطور، ليرفع المنافسة بشكل إيجابي، وللدفع بعلاقات التعاون مع هذه الأطراف المستفيدة من وضعها المتقدم داخل الاتحاد الأوروبي. [related_posts]