أوزين.. ارحل بدون ضجيج 

17 ديسمبر 2014 - 12:32

وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، في وضع حرج للغاية، وإذا لم يقدم استقالته، اليوم قبل الغد، فإنه يضع الحكومة كلها في حرج شديد، ويضع حزبه في مأزق كبير، ويضع مستقبله السياسي في خطر. لماذا؟

أولا: الفضيحة التي وقعت الأسبوع الماضي كبيرة، حيث تحول ملعب مولاي عبد الله إلى بركة ماء، واللاعبون الأجانب إلى بط يسبح فوقها، في الوقت الذي صرفت الحكومة من أموال دافعي الضرائب 22 مليار سنتيم لإعادة تأهيل أرضية الملعب والعشب وباقي المرافق. ولأن كرة القدم أصبحت لعبة عالمية، وأصبح اللاعبون هم أكبر السفراء لبلدانهم، فإن فضيحتنا أصبحت عالمية أيضاً، وصارت المملكة مادة للسخرية في كل وسائل الإعلام العالمية، وهذا لا يليق ببلاد كانت تطمح إلى تنظيم كأس العالم، فإذا بها غير قادرة على تصريف بعض الميلمترات من مياه الأمطار في ملعب كلف الكثير.

ثانيا: السيد الوزير الحركي جداً أقر بمسؤولية وزارته عن فضيحة الموندياليتو، وعمد إلى توقيف الكاتب العام للوزارة ومدير الرياضات بها حتى قبل نهاية التحقيق، وهذا معناه أنه يقر بالمسؤولية عما حدث من تلاعب في أعمال الصيانة وإعداد الملعب لاستقبال تظاهرة عالمية مثل هذه، لكن الذي لم يقم به الوزير الشاب إلى الآن هو الذهاب بعيدا في الإقرار بالمسؤولية عما حدث، وأخذ قلم وورقة بيضاء وكتابة الاستقالة، وإرسالها إلى ديوان رئيس الحكومة، لأن المسؤولية السياسية للوزير ثابتة، أما الباقون فيجب أن يذهبوا إلى القضاء للبحث في التهم الموجهة إليهم (عدم مراقبة أعمال الشركة أو السماح بلعب مبارايات أخرى قبل الموندياليتو وعدم ترك العشب يستقر في أرضية الملعب، وعدم التدقيق في دفتر التحملات والالتزامات، واحتمال وجود تواطؤ بين كبار المديرين في الوزارة ومسؤولي الشركة التي حصلت على صفقة بقيمة 22 مليار سنتيم). 

ثالثا: الناس يشعرون بالصدمة والإهانة، وشعورهم الوطني مس في الصميم، وإطلالة بسيطة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تعطيك فكرة عن حجم الغضب الذي يشعر به المغاربة على الوزير الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار وأمس «فر» في شجاعة نادرة من مساءلة البرلمان فتغيب بدون عذر في مجلس الأمة، أوزين بدا مرتبكا وهو يوزع التصريحات الخرقاء هنا وهناك، مثل دفاعه عن جودة العشب والأرضية دون أن ينتظر نتيجة التحقيق، ثم رجع وقال: «أنا قلت ما سمعته من أطر الوزارة»، والغريب في كل هذا أن وزارة الشباب والرياضة تريد أن تحمل الشركة التي تكلفت بإصلاح الملعب المسؤولية وحدها، دون أن يتحمل الوزير وفريقه نصيبهما من المسؤولية، فالمغاربة لم ينتخبوا الشركة لتكون مسؤولة عن سلامة الملاعب.. هذه مسؤولية الوزارة التي قالت، في محاولة للتهرب من تحمل المسؤولية: «إن الوزارة لم تتسلم بعد الملعب من الشركة رسميا»، وهذا عذر أقبح من الزلة، إذ كيف تعرض الوزارة أرواح الآلاف من المغاربة والأجانب للخطر، وتنظم مقابلة لكرة القدم في ملعب لم تتأكد من سلامته، ولم تفحص سلامة الأشغال التي تمت فيه ولم تتسلمه رسميا من الشركة…

هذا الارتباك واللعب على الحبال يذكرنا بالطريقة التي أدار بها عبد العظيم الكروج فضيحة الشوكولاتة التي تورط فيها، وجاء زميله موبديع وغطى عليه، ووضع الجميع، الحكومة وحزب الحركة، في حرج شديد. الآن الفضيحة أكبر، وهي عالمية، والمسؤولية يتحملها كذلك رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، المشغول هذه الأيام بالجنائز التي تخرج من بيته، لكن يجب أن ينتبه إلى ألم وحزن المغاربة على وجود وزراء بلا حياء ولا إحساس بالمسؤولية، مستعدين للتشبث بالمنصب ولو على حساب صورة البلد ومشاعر الناس.. وحده غضب الجهات العليا من يخيفهم، أما غضب الشعب فلا يحرك شعرة في رأسهم…

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

samir منذ 10 سنوات

أخطاء هي بالعرارم لأزين و كاتبه العام و مدير الرياضات .. و مع ذلك إيقاف لطيف و عتاب و تقصي.. .. توقيف ظريف عن ممارسة الصلاحيات و ليس إعفاء.. فلما الكيل بمكيالين.. في حالة كاتب عام وزارة الاتصال الإعفاء العنيف دون استفسار و دون سبب.. و الرجل معروف بكفاءته و نزاهته و لم تقدم ضده أي شكوى من أي أحد و لم يرتكب أي خطء .. ؟؟؟ فقط محاولة فهم ..

عزيز منذ 10 سنوات

الموعد يوم السبت في لقاء النهائي كلنا في شعار واحد اوزين ارحل ولما لا تيفو يحمل شعار ارحل

Ahmed Hamdaoui منذ 10 سنوات

BRAVO ! Le jour où on verra des ministres, des gouverneurs ou des Walis démissionner suite à des scandales de ce genre, on aura fait un grand pas vers la VRAIE démocratie !

HAMADA منذ 10 سنوات

إرحل..أيتها الضاحكة!!!! وزير الكراطة والاسفنج يقاوم مطالب المغاربة الداعية لاقالته ومايزال يقصد مكتبه المكيف لمواصلة مسيرته الفاشلة التي من بين محطاتها التاريخية فضيحة المونديالتو الذي أضحك علينا الامم ..ولم يجد الوزير الضاحك من خطة دفاعية لحماية كرسيه الوثير سوى اللجوء الى حمته حليمة العسالي التي خرجت على طريقة سيف الاسلام القذافي تهدد المغاربة مؤكدة أن صهرها وزيرا للرياضة وليس عامل بناء فعندما كان زين الزين أوزين!!رئيسا لجماعة افران استطاعت المذكورة ان تستخدم روابطها القوية في عالم السياسة وانتزعت له منصبا وزاريا لا يستحقه للاسف والان بعد ان فاحت فضائحه وانتشر فشله على فضائيات العالم برزت الشمطاء كي تنقذ ماء وجهه لكن هذه المرة باللجوء الى شرح الواضحات فعندما تؤكد أن صهرها وزيرا للرياضة وليس عامل بناء فكأنها تتحدى المغاربة وتسخر من طريقة تفكيرهم ورؤيتهم للامور!!.ولعل مثل هذه الخطط الدفاعية هي جد مجربة في عالمنا العربي حيث تعشعش الديكتاتورية والبيروقراطية والفساد فقد سبق لعائشة القذافي أن دافعت عن جرائم والدها المجنون حتى النهاية و ظلت تكسر الصحون والكؤوس داخل مقر اقامتها بالجارة الشرقية في تفاعل عاطفي مع خطب العقييد قبل قتله بايام حتى اضطر النظام العسكري ان يوجه لها انذارا اخيرا مهددا اياها بالطرد ان لم تلتزم الهدوء وليس المشكلة في تدخلات الاناث للتغطية عن فضائح وجرائم أقاربهن الذكور بقدر ما هي مشكلة ادمان عائلي على الفساد وحب الفضائح وسط عجز قانوني ودستوريي لا تطبق فصوله سوى على الضعفاء وهذا ما يؤكده لجوء اوزين الى اقالة الكاتب العام داخل وزارته والحال أن من يجب أن سيادته هو من يجب أن يقال حفاظا على ماء وجهه الذي انهكته مراهم التجميل!!.ولماذا لا يتجرأ الوزير الضاحك على توقيع قرار استقالته ان لم يكن ينتفع بملايين الصفقات المغشوشة بالتواطئ مع شبكات اجرامية منظمة تدعى شركات وهل تم فعلا انفاق ما قدره 22 مليار سنتيم على ملعب الاميير مولاي عبد الله الذي اختنق بقطرات من الامطار قبل أن تتدخل قوات خاصة بالكراطة والشيفون لانقاذ أقدام اللاعبيين من غرق حقيقي !!!.أين ضميير هذه البقرات الضاحكة وكم هي المدة التي ستستغرقها أرصدتهم في الابناك كي تمتلء وتفيض فيبدو أن الطمع قد أعمى بصر أغلب المسؤوليين وهم يتفرجون على أظافرهم المتسخة تخرب البلد وكم هم قساة هؤلاء العلوج اذ على الرغم من سيرهم الدائم في مواكب الجنازات يشيع بعضهم بعضا الى عالم الخلود إلا ان هناك حاجز صلب بينهم وبين الهداية وحتى القلة المتعظة!!! تبالغ مبالغة شديدة ليس خوفا من الله على ما أعتقد بقدر ما هي خطة ممنهجة للاستحمار المغاربة باللجوء الى الدين لدغدغة مشاعرهم الجياشة كما فعل رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران الذي استحال الى واعظ في جنازة أخته فقد خاض في الحديث عن الموت وذكر للمغاربة انه قد يحمل على الاكتاف عما قريب متناسيا ان مسؤوليته كرئيس للحكومة هي النزول الى الواقع لانصاف المغاربة والاعتناء بملايين المظلوميين الاحياء عوض الانشغال بالموت وتعداد مناقب الاموات رحمة الله عليهم..على أوزين الضاحك أن يستقيل من منصبه قبل أن أتحول كراطة طويلة فأجرفه الى قاع البحر!!!!!ههههه تففففففوووووووو

صوت الشعب منذ 10 سنوات

اوزين لايتحمل المسؤولية بل الجامعة هي التي تتحمل المسؤولية

sami hassan منذ 10 سنوات

غضب الجهات العليا يوازي غضب الشعب... مند عشرسنوات و الملك الشاب يتفقد إنجاز المشاريع المقررة في جميع أنحاء المغرب... في حين نلاحض أن المشاريع الكبرى للوزرات الصغرى لا يتم تفقدها ولو أنها توجد في الرباط وتكون لنا ،، جبهة لنرميالمسؤلية على الأخرين....و باز نذكر بنكيران أنه وعد والوعد دين عليه بمحاسبة كل وزيرعلى مسؤليته...فلننتضر

حسن منذ 10 سنوات

استسمح واقدر فيكم روح المواطنة ولكن الحقيقة المرة التي تجنبتم قولها انكم تحلمون بوطن تسوده مباديء العدالة و المسؤولية الحقيقية ولكن نحن نعرف جيدا ان لااحد يحاسب احد في هذا البلد ولا احد يحاكم كل خوان مضبوط ولاحد يسال كل سارق للمال العام وعابث به وماكثرهم عندنا نعرفهم ويعرفوننا هم كانوا مثلنا فقراء فاصبحوا اصحاب المليارات دون ممارسة اية تجارة مادية معروفة غير تجارة الديماغوجية والضحك على دقون الناخبين والناس رغم فضح الامطار وتهاوي القناطر والطرقات والبنيات التحتية والوسطى والفوقية من يراقب من ويحاسب من ويحاكم من نحن فقط نفعل ذلك في المقاهي والمكاتب والحدائق والطرقات واهاتنا تدهب ادراجها مع الرياح والدخان سيبقى كل واحد في موقعه نحن فقط من سيتجرع المرارة والهزيمة وهم ستنتفخ جيوبهم وحساباتهم البنكية

claire منذ 10 سنوات

Bonjour je voudrais que la justice fais sont travail comme il faut .quand arrête de dit cela lui ou bien Les autres.je demande pourquoi le ministre ouzine veux demisioner tous à coup? Dokhole hamame behal khorojo à si le Ministre , et les autres ......Lah iyakhode fikoum hake

ربيع منذ 10 سنوات

وحتى لا ننسى يجب ايضا تقديم مجموعة من المسؤولين استقالتهم و محاسبتهم على فيضانات الجنوب فعدد الضحايا ليس بالأمر السهل و عدم التدخل لانقادالضحايا في الوقت المناسب يعتبر جريمة في حق الإنسان .

said منذ 10 سنوات

أنا لا أتفق مع من يريدون إستقالة الوزير لسببين الإول هو إنها الطريق السهلة لنسيان الفاجعة و عدم الإقرار بالمسؤولية و تحمل الحاسبة الثاني هو من سيعوضه ليس أحسن منه فمن سبقه (سي الخياط) خرج من المسؤولية بعد فضيحة السيارة

عبد العزيز منذ 10 سنوات

أحسن شيء يمكن ان يكفر به علي فضيحته هو الاستقال لعلها تخفف ولو بقليل علي الاحراج الذي أحرجنا إياه هذا الوزير العامر هضرة، انا شخصيا حتي الساعة احس باحراج كبير حين أشاهد صور المهزلة عبر القنوات العالمية وشبكات التواصل...فأرجوك ارحل لعل رحيلك يضمض جراحنا ....

aziz منذ 10 سنوات

أنا لا أتفق مع من يطالبون أزين بالرحيل هدا خطأ كبير ...لأن معظم الناس يظنون أن الوزير هوا لكان واقف فوق راس لخداما فاش كانو كقادو تيران هدا لحماق ...الوزير مسؤول عن السياسات المتبعة... اما التنفيد عند ناسو هما المدرين و الكاتب العام والكوادر لخدام في الوزارة...المشكل هوا هادوك معرفهم حد مخبيين و علم الله علاش ناعسين ...كفى من المغالطات

رشيد منذ 10 سنوات

الإستقالة و المحاسبة و فتح تحقيق من طرف المفتشية المالية .

ahmed منذ 10 سنوات

إن فضيحة الموندياليتو لا تساوي شيئا أمام فضيحة إنسحاب المغرب من تنظيم كأس إفريقيا للأمم،وهذه الفضيحة ستتجلى بوضوح بعد انتهاء كأس إفريقيا حيث سيضرب كل المغاربة أكفهم ندما،وسييظهر لهم أن المسؤولين المغاربة يتسرعون في كل شيئ هو في مصلحة البلد،وأن إيبولا ما هو إلا وهم ككل الأمراض السياسية الي تتنتجها بعض الجهات لمعالجة أزماتها،فالكل يعلم من إغتنوا من أنفلوانزا الدجاج والخنازير ووووووووووو،وستمر كأس إفريقيا بنجاح في غينيا عاصمة الإيبولا،أما عاصمة المغرب فيكفيها فضيحة مركب مولاي عبد الله،وإن مرت هذه الفضيحة بذون عقاب فما علينا إلا انتظار المزيد من الفضائح،وشكرا لك أيتها الأمطار،شكرا لك لأنك فضحت من يلون صلاة الإستسقاء بدون وضوء!!!!!!

عابد منذ 10 سنوات

الكل يعرف جيدا ان ﻻ اومزين وﻻ غيره .يمكن ان يقدم استقالته .وكالعادة.تمر العاصفةبردا وسﻻمة كما مرت فضيحةالشكوﻻطة.تصبحون على وطن .ن

كاعي منذ 10 سنوات

مقال في الصميم علينا انتظار غضبة للجهات العليا لتعصف باوزين واصحابو اما غضبتنا نحن فهي غضبة للجهات السفلى ليس بامكانها حتي ازعاج هاد الرباعة تشافرة

التالي