حقـائق مثيـرة يكشفـها التحقـيق مـع مرتـكب «مجـزرة الرحـامنـة»

20 ديسمبر 2014 - 15:03

حقائق مثيرة كشفها التحقيق مع «محمد الشهبية»، المتهم بارتكاب مجزرة دوّار «لهلالات»، بالجماعة القروية «صخور الرحامنة» بإقليم الرحامنة، الذي قام بتصفية خمسة أفراد من عائلته في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بينما لا يزال الضحية السادس يرقد بقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل، وهو مصاب بجروح خطيرة في أنحاء مختلفة من جسده، جرّاء طعنات السكين التي أصابه بها المتهم.

فقد أكد مصدر مطلع على القضية لـ» اليوم24» أن المتهم سبق له أن قام بمحاولتين فاشلتين للتسميم الجماعي لعائلته، حيث وضع في المرة الأولى السم، وهو عبارة عن مبيد للفئران، بآنية تحوي طعاما كانت تعده والدته للعائلة، قبل أن ترتاب زوجة شقيقه في أمر تردده المتكرر على المطبخ، لتخبر حماتها بشكوكها التي ثبتت صحتها، عندما تأكدت والدته من حقيقة نواياه، حينما أن استدرجته في أثناء الحديث معه، ليعترف أمامها بتلقائية أنه اقتنى السم من السوق الأسبوعي «أربعاء صخور الرحامنة»، ودسّه في الطعام، لأنه كان ينوي التسميم الجماعي لأفراد العائلة، الذين يزعم بأنهم  قاموا  بأعمال السحر والشعوذة، تسببت في إصابته بالخلل العقلي الذي يعاني منه.

وحسب المصدر نفسه، فإن المتهم قام مؤخرا بمحاولة ثانية فاشلة لتسميم عائلته، عن طريق وضع مبيد حشرات سامة في حلويات «بسكويت»، غير أن القدر وحده هو الذي أنقذ شقيقه الأصغر «حمزة» و الطفل»هشام»، ابن شقيقه الأكبر «عزيز»، من موت محقق، إذ منعتهما الأم «نعيمة لفريد» من تناول الحلويات في اللحظات الأخيرة، بعد أن تأكدت أن ابنها محمد هو من عرض عليهما تناوله، خاصة وأن سلوكه خلال الأسابيع الأخيرة، قبل ارتكاب المجزرة، أصبح عدوانيا تجاه الجيران وأفراد عائلته.

مصدرنا يجزم بأن العطف والمحبة التي تكنها عائلة «الشهبية» للمتهم ، خاصة والدته، منعها من التقدير الصحيح للخطورة التي أضحى يشكلها محمد، خلال المدة الأخيرة، خاصة وأنه أصبح انطوائيا ومكتئبا وعدوانيا إلى أقصى الحدود.

ويضيف المصدر نفسه أن العائلة ارتكبت خطأ عندما لم تعرض المتهم على طبيب نفسي، بعد مظاهر العداء التي أصبحت تطبع سلوكه اليومي، لا بل إن الأم ارتكبت خطأ قاتلا كلفها حياتها، بعد أن لجأت إلى إحدى المشعوذات، وعرضت عليها ابنها طلبا للعلاج، إذ «شخّصت» حالة المريض على أنه تعرض لأعمال السحر، التي تسببت له في الاضطرابات النفسية التي يعاني منها.

بعد زيارة المشعوذة، أصبح المتهم متيقنا من أن مسؤولية إصابته بمرضه النفسي تقع على عاتق أفراد عائلته، بل إنه أصبح يتهم والدته شخصيا بأنها هي من أشرفت بشكل مباشر على أعمال السحر ضده، قبل أن يقرر تصفيتهم جميعا بواسطة سكين اقتناه من السوق الأسبوعي، بعد فشل محاولتي تسميمهم جماعيا.

ويمضي المصدر في رواية المشاهد الأخيرة من الجريمة المروعة، فقد أقدم المتهم، ليلة الثلاثاء/الأربعاء، على توجيه ست طعنات إلى والدته على مستوى قلبها، ثم توجه إلى غرفة شقيقه الأكبر «عزيز»، وكسر الباب بقوة، ونهض الأخ مذعورا قبل أن يوجه إليه المتهم ثماني طعنات قاتلة في أنحاء متفرقة من جسده، ثم انهال على زوجة الضحية «ناهدة»(20 سنة) بخمس طعنات، بينما كانت تصرخ مصدومة قبل أن تنهار مدرجة في الدماء.

 يتابع مصدرنا رواية المشهد الأكثر مأساوية. فقد أيقظ صراخ الضحيتين الأخيرتين ابنهما «هشام»، وهو بالكاد في سنته الرابعة، قبل أن يلجأ المتهم إلى حبل خنق به الطفل، ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة. غير بعيد عن المكان، كان «حمزة» (11 سنة)، الشقيق الأصغر للمتهم، الذي يتابع دراسته بمستوى السادس ابتدائي بمدرسة الدوار، كان يراقب المجزرة مصدوما. ذرف آخر الضحايا دموعه بحرقة متوسلا، ولكن المتهم لم يكترث، وخنقه بالحبل نفسها التي استعملها في قتل الطفل هشام.

  لم تنته المجزرة بعد، فقد انتهى فصلها الأولى فحسب. لقد لجأ المتهم إلى غرفته التي قضى بها بقية النهار، وانتظر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، ليقوم بجريمته الثانية التي كادت يودي فيها بحياة شقيقه الأصغر «رشيد»، الذي كان مكلفا بحراسة ضيعة في ملكية العائلة، التي تبعد عن المنزل بكيلومترات قليلة، حيث هاجمه هناك موجها إليه طعنات في أنحاء مختلفة من جسده،قبل أن يفر الضحية ويستغيث بالجيران من أبناء الدوار. 

هذا، وأكد مصدر مسؤول لـ» اليوم24» أن التحقيقات الأمنية التي تجريها سرية الدرك الملكي بابن جرير، تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، أشرفت على نهايتها، بعد أن خلص المحققون إلى أن المتهم يعاني من خلل عقلي، مضيفا أنه تم الاستماع إلى 11 شاهدا، في الوقت الذي لم تتلق الضابطة القضائية أية تعليمات بالاستماع إلى المشعوذة التي عُرض عليها المتهم، الذي من المقرر أن يمثل، يومه السبت، أمام وكيل الملك لدى استئنافية مراكش.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

lamya abouzi منذ 10 سنوات

hada khasou li3dam walakin lkhada mn lwalida nta3ou akhiran lay b3dmna b7al hadou yayaranb

الحبشي منذ 10 سنوات

ان الخطا الذي ارتكبته العايلة هو اهمال ابنهما ولم ياخذ في حقه موقفا ليحيل بينهم وبينه،بل ربما عاطفة الام كانت من وراء ذالك،والاخطر ايضا هو اللجوء الى الشعوذة ،لابد وان تنه الامر اما بتفريق الاسرة واما بما وقع والله العظيم هاذا مخيف الاجرام ضد الاصول.... فالذي يخصه العقاب اولا هو الساحر ثم الجاني

zaina منذ 10 سنوات

ما يحز في النفس هو أن الآف الأسر تعيش تحت كابوس الخوف من سيناريو مماثل. أغلب المرضى النفسيين من صنف السكيزوفرينيا مثلا، لا يتحكمون بأفعالهم. و مسألة أنهم يتابعون علاجهم لدى طبيب نفسي في مستشفى عام أو خاص ليست كافية للحد من الخطر عليهم أو منهم. أغلب الأسر التي تقوم بأخذ مرضاها قصد استشفائهم لا يتم قبول طلب الاستشفاء بسهولة وإن تم فلمدة لا تتجاوز الأسبوعين بسبب الاكتظاظ و قلة الأسرة في المستشفيات وو.. إن الاسرة أمام وضع مريض نفسي بوضعية غير مستقرة، تجد نفسها منفردة و وحيدة في مواجهة مصيرها الصعب، فلا تجد أي خيار آخر تقوم به سوى الاحتفاظ بفردها المريض، لأن من المستحيل أن ترمي أسرة/أم بفلذة كبدها إلى الشارع مهما بلغت التهديدات التي تتعرض لها. المسألة هنا تتطلب تدخل الدولة كطرف بإمكانه مشاطرة الأسرة عبء التكفل بالمرضى النفسيين بوضعية مماثلة وذلك من خلال إنشاء مراكز للمعالجة والمتابعة النفسية، هذا من جهة. من جهة أخرى، قانونيا ما هي وضعية المريض النفسي الذي يرتكب أخطاء قاتلة ؟ علما بأن الملف القانوني للمريض النفسي يعج بالأخطاء التي قد حان وقت تصحيحها و تحيين بعض بنود هذا الملف. كما أني اطرح تساؤلا عميقا على الدولة، لماذا لا تقومين بالحد من نسب إجرام، تشرد، إنتحار وكوارث أخرى وتحويلها إلى منجزات إيجابية و ذلك بالاهتمام بقضية المريض النفسي وإعطاء أولوية قصوى لملفه الذي لو لم تهمليه ما كانت عواقب أخرى ستطفو على السطح??

مريم منذ 10 سنوات

رجع للناص وقراه مزيان راع الشوافة بالعربية تعرابت قتليه عندك السحر مشي مك سحراتليك واهﻻ هدوك الكفرة بالله الي مشا عندهم تيقولو لين نفس الحوار

Ayoub منذ 10 سنوات

القرقوبي يا اخوان الدمار الذي تصدره لنا الجزائر العدوة بامتياز و بائعيه و مهربوه و المساعدون على دخوله و المرتشين لا يفكرون في عواقبه كم دمر من الأسر و لا زال

om manar منذ 10 سنوات

Lah irham hom msakn

laila منذ 10 سنوات

Ina lilahi wa ina ilayhi raji3on allah yrham had nas ama hadak lmojrim khaso li3dam bidon ni9ach Li mrid mtay khatatch Li anaho ma3andoch l3e9al

ayoub منذ 10 سنوات

lah yastar

salwa منذ 10 سنوات

khalal 3a9li fikom ntoma li kol mara katbere'o fiha had achekal , okatkhaliwhom yktro f mojtama3, weli b3a9lo katkhrjo 3lih 7ta walaw retakerb chi jarima ghayer mota3amada

hassan sliman منذ 10 سنوات

Lah istarna wistr walidina owlidatna man b7al had mrid

Samir منذ 10 سنوات

سلام وعليكم هذا البشر خسليه العدام امام النسان تبقى عبرا لي المجرمين خطر الموت عزيزا عند الله المسلمون

elkraimi Abderrahim منذ 10 سنوات

السبب هي العائلة والمجتمع والدولة حتى الدولة لاتملك مستشفيات خاصة وبمواصفات جييدة فمتلا فمستشفى مكناس فمرضاه يعيشون في مزبلة وليس مستشفى والعائلة لم تحرك ساكنا مند ان أراد ان يسممهم إدن الجران يعرفون الحقيقة رحم الله الجميع

faris منذ 10 سنوات

Asabab hoi fasad dawla f tawfir 3ilach otaw3iya omoharabat cha3wada ohadak kayb9a insan o allah 3alam b sabab allah ifarah ham lmoslimin ...

abdelali منذ 10 سنوات

la ilaha illa lah muhammed rasolo lah

كمال جبران منذ 10 سنوات

اين انتم دعاة الغاء عقوبة الاعدام؟ما رايكم ؟ الحلقة المهملة في التحقيق،المشعودة التي شحنت المجرم و اقنعته ان اسرته سحرته . كيف يهمل الركن الاساسي في الجريمة؟ نتساءل كيف يفتح هؤلاء المشعودون دكاكينهم و على مراى من الجميع ؟ و ضحاياهم كثر. كم من اسرة سمموها و تشتت و تشرد الاطفال .و الاعداد يجري الظلام. لا يعلم احد كم ضحيةسقطت على ايديهم .وكم فردا سمموا جهازه العصبي و اصبح خاتما طيعا بين ايديهم. في العديد من الدول تمنع انشطة هؤلاء السحرة المشعودين، بل منها من تحكم عليهم بالاعدام.لا ياتي منهم الا الضرر للناس."لا يفلح الساحر من حيث اتى " لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

قابو منذ 10 سنوات

السلامة ياربي تجعل أخر أيامنا خواتمها

maryam منذ 10 سنوات

hadak khaso li3dam mali 9tal 3ailto kamla lah irahmom maskan b9aw fiya bzaf

soufiane منذ 10 سنوات

ياربي السلامة

Salmane منذ 10 سنوات

كما روي عن شباط: السبب ابن كيران

simo glasyas منذ 10 سنوات

hada khso ithra9 alaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaf lmarat 3ad it3dam obnafs tari9a bach 9tal 3ailto

hassna samar منذ 10 سنوات

lah irhmhom msakn b9aw fia.hadak isstahl li3damlmarid l3a9li ma3ndo dik daraja dlit9an dljariiima lah irhmhom wihffd nass kamliin mn b²hal had chkl

باسل منذ 10 سنوات

شخص يقتل جماعة من الاشخاص منهم اطفال و نساء ثم يقال انه مصاب بخلل عقلي هنا يطرح السوءال من المسءول عن هذه الجريمة هل المتهم الذي قيل انه مريض ام العاءلة ام الدولة التي لم توفر العلاج للمريض و الامن للضحايا..

saiid منذ 10 سنوات

يستحق الاعدام امام الناس ليبقى عبرة .لانه قام بترتيبات القتل بشكل متقن .كما يقال سكران (أوحادي حويجوا).

التالي