> عدت أخيرا إلى الإخراج المسرحي بعد غياب سنوات بـ«ماروك ناو»، ما الجديد في التجربة الذي حفزك على العودة؟
< مسرحية «ماروك ناو» هي نتاج نص جميل أثارني، تبعا لما يحمله من قراءة محايدة لشخصيات تمثل التيارات التي تحرك المجتمع المغربي. وقد جاءت باقتراح من الفنان والكاتب أنس العاقل، الذي اشتغل معي منذ بداية تجربتي المسرحية سنة 2003، وشارك معي كممثل. وهو فنان عمق بحثه في المجال المسرحي، وحصل على الدكتوراه.
تتحدث شخصيات المسرحية عن نفسها منفردة على الخشبة بأسلوب ساخر، وهي شخصيات في الأصل ناجحة في المجتمع، تمثل نماذج اجتماعية حاولنا مسرحتها بهدف منح الجمهور المتلقي الفرصة ليعيد النظر فيها. هي شخصيات مختلفة عن بعضها البعض من حيث توجهاتها الفكرية، لتمثل بذلك أهم الخطوط والتيارات التي تحرك المجتمع المغربي اليومي، وتقدمها مسرحية «ماروك ناو» بشكل محايد.
> ممثل وحيد هو من يشخص أدوار المسرحية الجديدة «ماروك ناو» أو «المغرب الآن»، كيف جاء التعاون مع هذا الممثل؟
< بعد قراءتي النص المسرحي لأنس العاقل، اتصل بي أحد الممثلين المسرحيين الأصدقاء، «بوب القلب» (bob cœur)، الذي قرأه أيضا، كما علم بإعجابي بأسلوبه وموضوعه الجديد. واتفقنا بعدها على الاشتغال سوية فبلورنا العمل على أرض الواقع، وبدأنا التداريب، قبل أن نقدم العرض ما قبل الأول أمام مجموعة من الأصدقاء. وقدمنا العرض الرسمي خلال هذا الشهر بالدار البيضاء.
> التوقف لست سنوات عن الإخراج المسرحي مدة طويلة، هل كان ذلك لسبب معين أم جاء اضطرارا؟
< هو اختيار بهدف التغيير. فالأعمال المسرحية التي اشتغلت عليها كان لها توجه يحمل نفَسا ملحميا، أعتمد فيها ألبسة تاريخية، وتتضمن تفاصيلها رقصا وموسيقى وغناء وتعابير جسدية مختلفة.. وأشتغل فيها على نصوص عالمية. وكنت أتعامل في ذلك مع أحد أصدقائي، محمد زيطان، الذي كان له نفس تاريخي في الكتابة.
بعد هذه المسرحيات قررت أن أطور عملي أكثر وأغير أسلوبي في العمل، رغم أن التجربة كانت ناجحة، توجت بعدد من الجوائز. وارتأيت أن هذا التغيير لن يهيئه لي إلا التوقف لمعرفة ماذا أريد تحديدا.
> التوقف إذن هو مرحلة مهمة في تجربتك المسرحية؟
< أجل، لأن البقاء داخل الساحة وإنتاج عرض مسرحي بوتيرة متسارعة كل سنة لن يمكنني من تقديم شيء جديد يثير الانتباه، كما لن يمنحني فرص القراءة أكثر وكذا التأمل والتركيز في ما أبحث عنه.
> الأدوار التي أديتها جميعها ذات طابع درامي، هل الأمر عائد إلى اختيار خاص أم إنك ترى نفسك فيها، أم إن المخرجين لم يتيحوا لك فرصة لتقديم شيء مختلف؟
< الأمر لا يتعلق باختيار، فقط لم تأت الفرصة لذلك، كما أن المجال الوحيد الذي يمكن أن تجد فيه لمسة كوميدية أو فكاهية هي السيتكومات، فقلما نجد أفلاما فيها لمسة كوميدية.
بالنسبة إلي، يمكنني أن أقدم دورا كوميديا، لكن يجب أن يكون العمل محبوكا ومكتوبا بشكل جيد حتى تكون النتيجة جيدة أيضا.
> في المسرحيات التي أخرجتها لم تشخص فيها أي دور، في الوقت الذي سبق لك ذلك في أعمال مسرحية أخرجها آخرون؟
< لم أشخص أي دور في المسرحيات التي أخرجتها، ولن أفعل، لأني أرفض ذلك وأومن بأنه يجب تكون هناك مسافة بين المخرج والممثل للتحكم في جماليات العرض أكثر. وأعتقد أنني بحاجة إلى مخرج آخر ليوجهني كلما صعدت إلى الخشبة لأشخص دورا.
> جل جمهورك يعرفك ممثلا لا مخرجا، هلا ذكرته بأبرز المسرحيات التي أخرجتها؟
< آخر مسرحية كانت هي «سيدة المتوسط»، أخرجتها سنة 2008، مع فرقة «مسرح أبينوم»، وأول مسرحية كانت سنة 2004، تحت عنوان «مذكرات شيطانية»، حصلت على الجائزة الكبرى لمهرجان المسرح الوطني بمكناس، بعدها جاءت مسرحية «حدائق لوركا»، التي حصلت فيها على جائزة الإخراج وجائزة أحسن ممثل وأحسن ممثلة، وأعمال أخرى.
> هل سنراك في عمل قريب على خشبة المسرح كممثل؟
< حاليا ليس هناك أي عرض في المجال، لكن ذلك لن يمنع عودتي إلى التمثيل على خشبة المسرح إذا التقيت إطارا أو مخرجا جيدا. وقد قدمت سابقا العديد من العروض المسرحية مع المخرج محمد زهير.
> في سياق الجديد، هل هناك من عمل جديد ستلتقي فيه جمهورك؟
< صورت حديثا عملين؛ الأول فيلم رعب سينمائي مع المخرجة دمنة بونعيلات حمل عنوان «روح»، أنهينا تصويره بمدينة إفران، وهي أول تجربة لي في هذا النوع من الأفلام، وأصور حاليا فيلما سينمائيا بطابع كوميدي، مع المخرج مصطفى أشاور، تحت عنوان «دوار كونيكسيون».