يبدو أن الصراعات حول أرض زراعة الكيف بمنطقة صنهاجة لن تنتهي، آخر هذه الصدامات بين ساكنة المنطقة عرفته جماعة مولاي أحمد الشريف أول أمس الثلاثاء، حيث دخلت عائلتان في عراك كاد أن يتحول إلى مواجهة شاملة بالجماعة. وكشفت مصادر مطلعة أن إحدى العائلتين استعملت بندقية صيد وأطلقت عيارات نارية في الهواء و لو لا تدخل السلطات المحلية ممثلة في قائد « إساكن » وخليفة مركز مولاي أحمد الشريف اللذان عملا على تهدئة الوضع لتحولت الجماعة إلى ساحة مواجهة مفتوحة.
المصادر نفسها أكدت أن الصراع بدأ عندما أقدمت إحدى العائلتين بحرث أرض في الجماعة تكتريها مندوبية وزارة الأوقاف بالحسيمة للعائلة الثانية، غير أن العائلة الأولى تعترض على الكراء وتعتبر نفسها المالكة الحقيقية للأرض، بالرغم من أن العائلة التي تستغل الأرض بموجب عقد الكراء تؤكد بأنها تستغل تلك الأرض منذ سنة 1975.
مصدر متابع لملف الصراعات حول الأراضي بمنطقة صنهاجة، أكد أن الصراعات حول الأرض مرشحة للارتفاع نتيجة اقتراب بدأ موسم حرث الكيف، مشيرا إلى أنه أمام غياب ملكية الأراضي من جانب الساكنة فان الأمر يتجه إلى الأسوأ. وأكد المتحدث ذاته في حديثه لـ »أخبار اليوم » أنه إلى جانب إشكالات الملكية ما يزيد من الصراعات حول الأراضي، فإن طبيعة تضاريس المنطقة ترفع قيمة الأرض ببلد الكيف إلى مستوى لا يمكن تصوره، ويمكن للصراع حولها أن يؤدي إلى مواجهات خطيرة قد ينجم عنها القتل ».
المصدر نفسه الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال بأن السلطات يجب أن تتحمل مسؤوليتها وتجد الحلول المناسبة لهذه الصراعات قبل أن ينفلت الوضع. في نفس السياق، كشف المصدر ذاته أنه بالموازاة مع الصراعات التي تقع بين مزارعي الكيف في المنطقة حول الأرض، يقوم آخرون باجتثاث مساحات واسعة من الغابات بحثا عن توسيع المساحات المزروعة في عموم جماعات « صنهاجة اسراير »، وهو ما يهدد النظام الايكولوجي ويوسع من المساحة المزروعة.