تجري الاستعدادات منذ أيام على قدم وساق بقرية مداغ نواحي مدينة بركان، لاستقبال مريدي الطريقة القادرية البودشيشية، بمقر الزاوية ومرقد الشيخ المختار، جد الشيخ حمزة البودشيشي، حيث أن الجميع مجند لاستقبال الآلاف من المريدين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
الزاوية وبموازاة تحضيراتها لاستقبال المريدين لإحياء « الليلة الكبرى » التي ستقام يوم الأحد المقبل، أطلقت اليوم حملة طبية لفائدة المعوزين الذين لا يتمكنون من زيارة الأطباء والقادمين من دواوير جماعة مداغ والجماعات القريبة، بالإضافة إلى توزيع الكراسي المتحركة والأدوات المدرسية على التلاميذ المحتاجين.
بعد الحملة الطبية وقبل « الليلة الكبرى » تجري التحضيرات أيضا لنصب عدد من الخيم الكبيرة لاحتضان الملتقى العالمي للتصوف في دورته التاسعة بعد غد الجمعة.
وقال مدير مركز الجنيد للتصوف، ومقدم الزاوية بوجدة، إسماعيل راضي، في تصريح لـ »اليوم24″ إن التظاهرة ستشهد حضور علماء من مختلف أنحاء العالم، منهم علماء أسلموا على يد مريدي الطريقة القادرية البودشيشية، موضحا أن التظاهرة تهدف إلى « تثبيت المعرفة الدينية الصحيحة وقيم الاعتدال والوسطية، بعيدا عن مظاهر التطرف، ولترسيخ ثوابت الأمة ». وأضاف المتحدث أن الزوايا « شكلت على مدار 12 قرنا الماضية خاصة في المغرب منارات للعلم والمعرفة الدينية ».
بعد الملتقى العالمي وكما جرت العادة وقبل غروب الشمس بساعة من يوم « الليلة الكبرى » ينطلق جمع غفير من المريدين في مشهد يشبه « الماراطون »، حيث يتسابق الجميع للظفر بنظرة إلى الشيخ حمزة الذي يرقد بمنزل جوار ضريح جده، قبل انطلاق إحياء الليلة بعد صلاة العشاء بمسجد الزاوية.
وكما هو الحال في جميع المهرجانات والمواسم التي تنظم بالمغرب، تنتعش على مدى أسبوع كامل تجارة خاصة في المنطقة التي تحتضن الملتقى، تجارة في « حضرة الشيخ والزاوية »، حيث يستعد العشرات من الباعة المتجولين للتجمع في آخر نقطة بالزاوية لعرض بضاعتهم على المريدين.