بانقضاء السنة المنصرمة تكون الحكومة المغربية قد استنفذت المدة التي منحتها بشكل استثنائي للأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية فوق التراب الوطني لتسوية وضعيتهم الإدارية، في هذا السياق يتحدث هشام بركة رئيس جميعية « بني يزناسن » للثقافة والتنمية والتضامن إحدى الجمعيات العاملة في مجال الهجرة عن مستقبل المهاجرين بعد انتهاء فترة التسوية، خاصة بعد تزامن ذلك مع عملية ترحيل واسعة تقودها الحكومة الجزائرية ضد المهاجرين المنحدرين من دولة النيجر.
1- كيف تفسر زيادة تدفق المهاجرين على المغرب في الآونة الأخيرة، وهل تتوفرون على إحصائيات تخصهم؟
لابد من التأكيد في البداية أنه مع تشييد المغرب لسياجه مع الجزائر تراجعت تدفقات المهاجرين وكان هناك انخفاض ملحوظ في أعدادهم، غير أن الملاحظ مؤخرا هو تدفق المهاجرين الهاربين من العملية اللاإنسانية التي تقدم عليها الجارة الجزائر في حق المهاجرين المنحدرين من دولة النيجر، وحتى المناخ العام الذي يعرفه المغرب حاليا شجع هؤلاء على الفرار من الجزائر والبحث عن الأمن في المغرب، كما لابد من التأكيد أنه بات من الصعب إحصاء المهاجرين الوافدين على المنطقة، بحكم أن العديد منهم يلجئون إلى منازل زملائهم.
2- أمام هذه التحولات سواء في المغرب أو الجزائر، هل المهاجرون يسلكون نفس المسارات؟
علاقة بالتحولات التي عرفها المغرب على مستوى تدبير هذا الملف، لابد من تأكيد موقف جمعيتنا الخاص بعملية التسوية، فرغم الملاحظات العديدة التي أبديناها في مذكرة رفعناها إلى الجهات المختصة، نرى أنه من الضروري تمديد فترة التسوية الإدارية، لإقناع أكبر عدد من المهاجرين بالتسوية خاصة الذين كانوا متخوفين من العملية.
أما بخصوص المسارات، في اعتقادي ليس هناك تغير كبير، فالمهاجرون لازالوا يدورون في نفس المسار، أي من مدن الغرب الجزائري في اتجاه الحدود المغربية ومن ثمة التسلل بالطرق المعروفة، والدخول إلى أماكن تجمعهم، قبل أن يلتحقوا بغابة الناظور وانتظار دورهم للالتحاق بـ »الفردوس المنشود ».
الملاحظ من خلال اللقاءات التي جمعتنا بالمهاجرين فحتى الذين يحصلون على بطائق إقامة لا يفكرون بتاتا في الاستقرار في المغرب هم أيضا يسعون دائما إلى تحقيق حلم الهجرة وهو ما يتضح بجلاء في امتناع العديد منهم من الذين لديهم أطفال وصلوا إلى سن التمدرس ولا يدفعون بأبنائهم إلى المدارس رغم وجود إمكانية بذلك.
3- مؤخرا قامت السلطات المغربية بطرد العشرات من المهاجرين من غابة سيدي معافة بوجدة وهدم خيامهم، ألا يؤشر هذا على أن الدولة المغربية بعد انتهاء عملية التسوية ستعود إلى الأساليب القديمة في تدبير هذا الملف؟
أولا يجب التأكيد بأن الطريقة التي أٌقدمت بها السلطات على هدم خيام المهاجرين لا تنم عن بعد إنساني، وتخالف ما أوصى به الملك، عندما أكد على معالجة هذا الملف بمقاربة إنسانية، ونحن نرفض رفضا باتا طرد المهاجرين، وكان على السلطات التي أقدمت على العملية أن تقوم بتوفير مأوي خاصة بهؤلاء المهاجرين، خاصة وأننا نعيش شتاء قاسيا في هذه المدينة، كما أؤكد لكم أن من التقينا بهم من هولاء أبدوا تخوفهم من العودة إلى الغابة.
بخصوص ما هو مرتقب، أعتقد أن الدولة مطالبة أولا بتمديد فترة التسوية، ثم ثانيا بلورة إستراتيجية جديدة يشارك في بلورتها المجتمع المدني الفاعل.