"جيران الملك" مُتشبثون بإحياء ذكرى المولد على طريقة الحسن الثاني

04 يناير 2015 - 09:38

في ظل الجدل الدائر حول شرعية الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، إلا أن المغاربة لا يزالون حريصين على إحياء هذه الذكرى.. زوايا مختلفة وحضرات من نوع خاص تُحضر خصيصا لهذه المناسبة.

في مدينة الدار البيضاء، وتحديدا في حي الأحباس بالقرب من منطقة درب السلطان، يحرص جيران الملك، كما يحب لسكان الحي تسمية نفسهم، على المحافظة على طقوس هذه الليلة التي ولد فيها النبي.

« اليوم24 » كان أمس السبت، من بين ضيوف مولاي حفيظ الوزاني، الشيخ الذي لم ينل منه الدهر، ولا يزال رغم سنه المتقدم يقف على جميع تفاصيل إحياء ذكرى المولد النبوي داخل منزله بين أسوار حي الأحباس العتيقة، وذلك غير بعيد على القصر الملكي.

الرجل الذي يسكن في الحي منذ خمسين سنة، يحرص كل سنة على استقبال عشاق المديح وضيوفه من الدار البيضاء وخارجها، مؤكدا أن عادة الاحتفال ظلت راسخة منذ سنوات، حيث أن الراحل الحسن الثاني، كان يحثهم على إحياء هذه الذكرى على أكمل وجه.

ويقول مولاي حفيظ الوزاني في حديث ل »اليوم24″، إن الاستعدادات لإحياء الليلة تبدأ شهرا قبل اليوم، حيث يتم استيراد البخور المستعمل من السعودية، عن طريق تجار مغاربة، بالإضافة إلى تحضير حلوى « الفقوصة » التي تُرص في أطباق تسمى بـ »الطبق » وتوضع وسط فناء البيت وأمام الباب الخارجي لتكون في متناول المارة من الحي.

سكان حي الأحباس عموما والمجاورين للقصر الملكي على الخصوص، يفتحون أبوابهم في هذه المناسبة، كما يؤكد مضيفنا مولاي حفيظ الوزاني، أن القصر الملكي والعائلة العلوية تحرص على إحياء هذه الذكرى، وسكان المكان ورثوا عنها هذه الأعراف.

أيام قليلة قبل يوم الذكرى يبدأ سكان حي الأحباس المجاور للقصر الملكي، التحضير لاستقبال ليلة مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، عادة يقول سكان الحي، على أنها مكتسبة من أيام الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان مواظبا على زيارة القصر الملكي في الدار البيضاء في مثل هذه المناسبة.

بخور ومديح وذكر حكيم، كلها طقوس مازالت راسخة بين جدران « رياضات » الحي، كل شيء في المكان يشهد على عراقة المشهد وأصالته…ارتباط وثيق بين ذلك زمن الماضي وزمن الحاضر.

مديح الليلة وتهليلها لا يتوقف إلا عند بزوغ أولى أشعة الصباح، حيث تبدأ النسوة في الصلاة على النبي والتعشيق، في تلك اللحظة يعلن ساعة ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهناك تنتهي المرحلة الأولى من الاحتفالات.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي