في الوقت الذي عبر عدد من المسؤولين الفرنسيين البارزين عن رغبتهم في تجاوز التوتر الذي يطبع العلاقات المغربية الفرنسية واستئناف التعاون بين البلدين خصوصا على المستوى الأمني، فاجأت وزيرة العدل الفرنسية، كريستين طوبيرا الجميع بتصريحات متناقضة تماما مع ما سبق أن عبر عنه مسؤولون فرنسيون كثر وعلى رأسهم وزير الخارجية، لوران فابيوس الذي أكد عزمه القيام بزيارة إلى المغرب عما قريب من أجل طي صفحة الخلافات.
طوبيرا التي كانت حاضرة صباح أمس الخميس حفل تأبين بيرنارد فيلهاك الشهير بـ”تينيوس”، أحد رسامي الكاريكاتور الذين قتلوا في الهجوم المسلح الذي استهدف قبل أكثر من أسبوع أسبوعية “شارلي إيبدو” الفرنسية، تلت كلمة بالمناسبة أكدت من خلالها أن في فرنسا يحق للجميع “رسم كل شيء وحتى الرسل” كما يحق للجميع “السخرية من الأديان”، على حد تعبيرها.
وقالت طوبيرا في كلمتها إن الرسامين الكاريكاتوريين يُمنع عليهم رسم بعض المواضيع في بعض البلدان، معتبرة أن المواضيع التي تصنف على أنها “طابوهات” “تكشف عن “عيوب بعض المجتمعات”، قبل أن تسرد نماذج لبعض البلدان حيث قالت إنه يُمنع على الرسامين التطرق لمواضيع بعينها، “في روسيا تُمنع الرسوم التي تمس بالكنيسة، وفي السويد يمنع تمثيل الموت، وفي المغرب هناك حذر كبير من رسم أوتجسيد الملك” تقول طوبيرا التي أكدت في المقابل على أنه في فرنسا “لا توجد طابوهات”.
تصريحات طوبيرا أثارت استغرابا كبيرا وأظهرتها وكأنها تغرد خارج السرب، حيث اعتبر ما جاء على لسانها يتناقض كليا مع محاولات عدد من المسؤولين التدخل لتلطيف أجواء العلاقات المغربية الفرنسية التي تشهد توترا كبيرا منذ حوالي السنة على إثر استدعاء الشرطة الفرنسية، لمدير إدارة مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي للتحقيق في مزاعم تتعلق بالتعذيب.
[youtube id=”l8u7eWzmyOQ”]