قال منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، إن الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات صارت « السمة السائدة بالمخيمات »، وأصبحت تهدد مختلف مناحي الحياة بمخيمات هي بحد ذاتها تشكل « تهديدا حقيقيا » على ساكنتها، نتيجة الظروف المأساوية والمزرية التي تطبعها، والتي ساهمت إلى حد كبير وفق نفس المصدر في « خلق نوع من التمرد على الواقع لدى غالبية سكانها »، زاد من حدته « اكتشافهم شيئا فشيئا لحجم المؤامرة التي تستهدفهم من قبل قيادة البوليساريو التي لا تولي جهدا في سبيل إطالة معاناتهم داخل المخيمات، فضلا عن سعيها للاتجار بإنسانيتهم وبالمساعدات والمعونات الموجهة إليهم ».
المنتدى المعروف اختصارا بـ »فورساتين » أكد في بيان توصل « اليوم24 » بنسخة منه، أنه بعد احتجاجات قبيلة « لبيهات » و »أولاد دليم » و »لعورسيين »، وبعد احتجاج السجناء والمعطوبين خلال قمع انتفاضة قبيلة « لبيهات » الأخيرة (مجموعة محمد عوبة)، وتفاعل ساكنة المخيمات معها، ما زالت الاحتجاجات تنتقل كـ »النار في الهشيم »، وآخر الاحتجاجات التي عرفتها المخيمات وفق نفس المصدر كانت على مستوى مستشفى مخيم أوسرد، الذي يعيش غليانا شديدا يعكس استياء العاملين الذين نددوا بـ »الوضع الكارثي الذي يشتغلون فيه، في ظل انعدام ابسط شروط السلامة وظروف الاشتغال الطبيعي »، حيث رفعوا حسب المصدر ذاته شعارات تطالب بكشف التلاعبات التي تمارس داخل المستشفى، « منددين بالمحسوبية والزبونية التي تساهم في خلق أفضلية بين نزلائه، ومطالبين في الوقت ذاته بتحسين ظروف الإيواء للأطر الطبية ».
المنتدى أكد أن كل المؤشرات تدل على أن الوضع بالمخيمات « ينبئ بالأسوأ »، في القادم من الأيام، خاصة مع وصول الاحتجاجات للقطاع الصحي الذي يعتبر من القطاعات الحيوية بالمخيمات نتيجة ارتباطه المباشر واليومي بساكنة المخيمات وبالبعثات الطبية الأجنبية التي تتقاطر على المخيمات على طول السنة لاعتبارات إنسانية تستغلها البوليساريو لحث الصحراويين على البقاء بالمخيمات من أجل الاستفادة من التطبيب المجاني.
وقد ظل القطاع الصحي بالمخيمات وفق « فورساتين » بعيدا كل البعد عن العلاقة بالاحتجاجات التي شهدتها المخيمات منذ نشأتها، « بل على العكس كان في مراحل عديدة صمام الأمان ومعينا لقيادة البوليساريو للخروج من الأوضاع المتأزمة حين كان يساهم في تطبيب المصابين والمعطوبين من ضحايا الانتفاضات أو التعذيب أو مساعدته في التغطية على التدخل السيئ لميليشيات البوليساريو في حق المواطنين من خلال التكفل بالعمليات الجراحية الخطيرة في إطار صفقات لإسكات المصابين بغية امتصاص غضبهم خوفا من المحاسبة أو الانفضاح أمام الرأي العام الدولي ».
وتوقع المصدر نفسه أن تستعين « البوليساريو » بميليشياتها المسلحة التي « لا تزيد بتدخلاتها الطين إلا بلّة، ولن تسهم إلا في خلق مزيد من الإصرار والرغبة لدى الصحراويين لمواجهة قمع وجبروت قيادة متسلطة آن أوان زوالها » يضيف المنتدى.