إيطاليا:مهاجرون مغاربة يقايضون عدم الترحيل باعتناق المسيحية

14 فبراير 2015 - 10:55

في قضيتين مختلفتين أصدر القضاء الإيطالي في الأسبوع الجاري حكمين بإلغاء قرار ترحيل مواطنين مغربيين إلى بلدهما والسماح لهما بتجديد بطاقة إقامتهما لأسباب مرتبطة بتغيير الدين وخشية إيداعهما السجن إن هما عادا إلى بلدهما الأصلي أي المغرب.
المهاجر الأول يدعى قاسم وقد سبق وأن تناولت “اليوم 24 ” قصته إذ أودعته دورية أمنية بمركز “الإحتجاز والطرد” بمدينة طورينو بعدما ضبطته يسوق سيارة بدون وثائق الهوية في أحد الأسواق وسط المدينة . وكان قاسم قد فقد وثائق إقامته عندما إنتهت مدة صلاحيتها في السجن إذ لم يكن بوسعه تجديدها وراء القضبان .
قاسم قبل خروجه من السجن أدار ظهره لديانته الأصلية واعتنق المسيحية وبدأ يرتاد الأماكن الكاثوليكية المقدسة وقدم دعوى أمام القضاء الإيطالي طاعنا في قرار القاضي طرده إلى بلده بسبب الخوف من الإضطهاد في البلد الأصل بعد تغييره العقيدة ، المحامي ركز في مرافعاته دفاعا عن قاسم على كون المغرب في تقرير المنظمات الدولية يعد من بين البلدان التي يكون فيها من يغير قناعاته الدينية عرضة للسجن. [related_post]
القاضي الذي بث في قضية قاسم حاول التأكد من صدق تبنيه للمسيحية ، إذ طرح عليه أسئلة مرتبطة بالموضوع. وفي نهاية المطاف إقتنع بروايته وبالتالي حكم لصالح بقائه في إيطاليا وبتجديد إقامته في البلد لأسباب إنسانية.
وفي مدينة “ترييستي” شمال شرق إيطاليا وفي قضية أخرى مشابهة وإن إختلفت الحيثيات ، تقدمت مواطنة مغربية بدعوى تطعن فيها بدورها في قرار طردها من طرف الامن الإقليمي لمدينة “بوردينوني” مكان سكناها بعدما عجزت عن إيجاد عقد عمل يمكّنها من تجديد بطاقة إقامتها التي ترتبط بعقود العمل.
فاطمة (أ.ا) بنت طعنها في قرار الطرد على كونها إعتنقت المسيحية بدورها ، وطالب محاميها بإلغاء قرار ترحيلها مستنذا على كون موكلته ستسجن إن هي عادت لوطنها الأصلي مشيرا إلى أن تغيير الدين في المغرب غير مسموح به بتاتا فبالإضافة إلى المتابعات القانونية فقد يتعرض المرء هناك لاعتداء بدني في الشارع بسبب ردّته.
واقتنعت المحكمة برواية المهاجرة المغربية وألغت قرار طردها الذي سبق وان جمّدته في يوليوز الماضي ، كما حكمت بتمكينها من رخصة الإقامة وباستمرار عيشها في إيطاليا محملة وزراة الداخلية الإيطالية مصاريف الدعوى. وركزت الهيئة التي أصدرت الحكم على كون المواطنة المغربية تتواجد فوق التراب الإيطالي منذ عشرات السنين ومنسجمة بشكل جيد في النسيج المجتمعي وفوق ذلك إحتمال إضطهادها إن هي عادت لوطنها .

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي