"كينيث ".. طارد الحلم الأوربي فانتهى في المقبرة الأوروبية بوجدة

20 فبراير 2015 - 22:40

جرت بعد زوال اليوم الجمعة في المقبرة الأوروبية، أو كما يطلق عليها سكان وجدة “مقبرة النصارى”، مراسيم دفن مهاجر آخر من المهاجرين غير النظاميين الباحثين عن معانقة “الحلم” الأوروبي.

 “كينيث جورج”، الشاب المنحدر من مدينة “بوجي أوا”، من ولاية “دلتا” بنيجيريا، هو آخر الملتحقين بهذه المقبرة، بعدما سبقه إلى هذا المكان “أغوستو جوشوا” المهاجر النيجيري الذي قضى بالقرب من الحدود في حادثة سير.

القصة بدأت يوم 21 يناير الماضي، عندما عثر مواطنون مغاربة بالقرب من الشريط الحدودي، وبالضبط بمنطقة “غالا” على مهاجر بدا أنه يحتضر، ليقوما بإعلام مهاجرين يقطنان بالقرب من المكان على وجه السرعة.

“وفق ما استقيته من معطيات ميدانية، فالهالك كان يرتدي قيد حياته ملابس شبه صيفية، وكما هو معلوم فساعات قبل وفاته وصلت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بهذه المنطقة” يقول حسن عماري، الناشط في مجال الهجرة، وأحد المشرفين على مراسيم الدّفن. عماري أكد لـ”اليوم24″ أنه من خلال المعطيات الطبية التي توفرت لديه فالوفاة كانت نتيجة “سكتة قلبية بسبب الانخفاض الكبير في درجة حرارة الجسم”.

عندما تقدّم المهاجران بإفادتهما في الموضوع، قدما اسما لم يكن الاسم الحقيقي لـ”كينيث”، وإنما لقبا كان يعرف به وسط زملائه، الأمر الذي عقد إجراءات الدفن وأخرها. فبعدما توصّلت العائلة بالخبر حاولت أن تنقل جثته من المغرب إلى مسقط رأسه بنيجيريا لدفنه، لكن إمكانياتها المالية لم تكن تسمح بذلك، إذ أكدت في وكالة أنجزتها لفائدة مهاجر نيجيري آخر مقيم بالمغرب، والناشط حسن عماري للقيام مقامها بإجراءات الدفن بالمغرب أن “العائلة اجتمعت يوم 24 من شهر يناير وقررت أن تدفن جثة الهالك هناك في وجدة، نظرا لعدم قدرتهم على السفر الى هناك بسبب الكلفة المالية المرتفعة”.

بعد التوصل بوكالة عائلة المتوفي تم البدء في اجراءات استصدار إذن بالدفن من النيابة العامة باستئنافية وجدة، لكن للوهلة الأولى تم الاصطدام بالتناقض بين الاسم المصرح به لدى مصالح الأمن، والاسم الذي قدمته العائلة، لتعود من جديد المسطرة المتبعة إلى نقطة الصفر “هذا الأمر بالتحديد أجّل استصدار إذن بالدفن، ولولا أن النيابة العامة قدمت بعض التسهيلات في الموضوع كالإعفاء من الترجمة المحلفة للوكالة المسردة لتأخرنا أكثر، ونحن نشكرهم من هذا المنبر” يضيف عماري.

أول أمس 18 فبراير توصل عماري أخيرا بإذن الدفن من النيابة العامة، وأمس اتفق مع مجهز الجنازة على تغسيل الجثة والباسها لباس الدفن، والصندوق ليتصل بمصالح الجماعة التي تبرعت بالأرض في المقبرة الاوربية مجانا، فانطلق جمع من المهاجرين النيجيريين وبعض النشطاء الحقوقيين بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان لدفن “كينيث”، وعلامات الأسى بادية عليهم، بل أكثر من ذلك “برايت إنيوزي” المكلف الثاني بعملية الإشراف على الدفن من قبل العائلة، أبدى استياءه من عدم التضامن معهم من طرف الجمعيات التي تتحصل على الدعم المالي من الدولة من أجل تقديم المساعدات الانسانية للمهاجرين “عندما يريدون إنجاز تقاريرهم وتصويرنا يقصدوننا واليوم يغلقون الهواتف علينا” يقول “برايت” والحسرة بادية على محياه.

[youtube id=”vv3CbliEf0U”]

كلمات دلالية

نيجيريا وجدة
شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي