العثماني يدعو لتقنين الإجهاض ويصف القانون بـ"العاجز" عن مواكبة التحولات

03 مارس 2015 - 13:37

في خضم الجدل الدائر حاليا حول “قانونية” الإجهاض، خُصوصا بعد معاقبة الدكتور الشرايبي عقب سماحه لقناة فرنسية بتصوير برنامج عن الإجهاض “بدون ترخيص”، خرج سعد الدين العثماني ، وزير الخارجية السابق، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في مقال رأي نشر على صفحات جريدة المساء، يدعو فيه إلى “الاستعجال بتعديل القانون الجنائي المغربي الذي يجرم الإجهاض”، واصفا إياه بـ”العاجز عن مواكبة تحولات متسارعة في الواقع”. [related_posts]

وأكد العثماني في مقاله على أن القوانين المغربية تُعد من أكثر التشريعات في الدول الإسلامية تشددا في موضوع الإجهاض، الشيء الذي “يستلزم المراجعة المستعجلة نحو الإباحة القانونية لما هو مباح في غالب الاجتهاد الفقهي”، يقول صاحب الموضوع، مشددا على أنه “لا يجب إهمال كون الإجهاض معضلة اجتماعية متصاعدة يحتاج علاجها إلى مقاربة شمولية، وخصوصا اعتماد الوقاية وفق مقاربة متوافقة مع ديننا وثقافتنا”.

وأوضح العثماني  أنه سبق أن قدم قبل خمس سنوات مشروع مقترح قانون يهدف إلى السماح قانونيا بالإجهاض في ظروف معينة، وذلك من خلال تعديل الفصل 453 من القانون الجنائي.

وأورد الوزير السابق، أن من ضمن ما اقترحه، هو إخراج الإجهاض الذي يقوم به علانية طبيب أو جراح، إلى جانب السماح به خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل إذا ترتب الحمل عن اغتصاب أو عن زنى المحارم، وخلال المائة وعشرين يوما الأولى من الحمل بناء على طلب من الوالدين إذا ثبت بواسطة الفحوص الطبية والوسائل الآلية أو المختبرية أن الجنين مصاب بأمراض جينية غير قابلة للعلاج أو مصاب بتشوهات خطيرة غير قابلة للعلاج وأن حياته في الحالتين ستكون سيئة وعالة عليه وعلى أهله.

وفي نفس السياق، دعا العثماني إلى السماح بالإجهاض إذا استوجبته ضرورة المحافظة على صحة الأم بإذن من الزوج ولا يطالب بهذا الإذن إذا ارتأى الطبيب أن حياة الأم في خطر.

وفي نفس الموضوع، أوضح العثماني أن التجربة والقانون المقارن أثبتا عجز المقتضيات القانونية على مواكبة تحولات متسارعة في الواقع.

وأورد العثماني في مقاله، أن الاتجاه العام للفقه الاسلامي ينطلق من قُدسية الحياة ومعصوميتها وحرص الشرع على الجنين وعلى حمايته من كل خطر، لكنه استدرك بالقول إن “الفقهاء يميزون بين ثلاثة مراحل”، موضحا أنها تتمثل في “مرحلة ما قبل تخلق الجنين في أواخر الأسبوع السادس من الحمل، ومرحلة ما بين التخلق ونفخ الروح وتمتد إلى الاسبوع الثامن عشر، ومرحلة ما بعد نفخ الروح”.

وأشار العثماني إلى أن عموم فقهاء المذهب المالكي يأخذون بهذا التمييز، فيما يجيز الكثير من العلماء الإجهاض قبل التخلق ولو بدون عذر، على حد قول العثماني، الذي أوضح أن المالكية وحدهم من يتشددون في تحريم الإجهاض حتى قبل الأربعين يوما، إلا بعذر شرعي.

كلمات دلالية

سعد الدين العثماني
شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي