محمد مصباح..عندما لا ينتهي عمق البحث العلمي

05 مارس 2015 - 06:00

وداد الملحاف

أن تكون خريج المدرسة العمومية بالمغرب ليس بالأمر السيئ، محمد مصباح، الباحث الزائر بمركز كارنيغي-الشرق الأوسط للسلام الدولي والبالغ من العمر 28 سنة، قضى مساره الدراسي كاملا داخل أسوار المدرسة العمومية، فبعد حصوله على شهادة الباكلوريا في شعبة العلوم التجريبية بمسقط رأسه بمدينة وجدة، بدأ مشواره الشاق في الدراسات العليا من المحمدية وصولا إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث يقوم في الوقت الحالي بتحضير أطروحة الدكتوراه في علم الاجتماع.

بالنسبة إلى محمد، سند الأسرة كان مهما ليحفزه على الاستمرار في البحث العلمي، خصوصا من طرف والده الذي طالما ساند اختياراته منذ أن كان طفلا. وفي اتصال مع « اليوم24» يقول محمد: «أبي كان دائم التشجيع لي على التحصيل العلمي، وكان يضع جوائز لهذا الغرض، ويشتري لي القصص والمجلات لمطالعتها»، ويضيف محمد، الذي كان يقضي وقتا طويلا في مكتبة المعهد الفرنسي بوجدة وبعض مكتبات المدينة: «والدي كان حريصا على أن أتابع مساري الدراسي إلى نهايته، ربما لتعويض عدم قدرته هو على تحقيق هذا الطموح». ويقطن محمد بمدينة الرباط، لكنه يحرص، بين الفينة والأخرى، على زيارة أسرته بمدينة وجدة من أجل التزود بطاقة إيجابية تدفعه إلى التعمق أكثر في مجال البحث العلمي.

في سنة 2012، اختير محمد للمشاركة في برنامج تكويني بالولايات المتحدة بفضل جديته وكذا المقالات العلمية التي أثارت اهتمام القائمين على الدورة التدريبية، وكذا إتقانه لغة شكسبير. يقول محمد: «كانت فرصة ثرية لربط علاقات مع مراكز أبحاث كبيرة وصناع القرار. أثناء وجودي بواشنطن اشتغلت باحثا زائرا بمعهد كارنيغي للسلام العالمي»، وفور عودته من الولايات المتحدة الأمريكية انتقل محمد سريعا للاشتغال مع معهد ألماني للعلاقات الدولية ببرلين، والذي يعتبر من أفضل المعاهد في أوروبا، حيث يقول محمد: «تجربتي مع مراكز أبحاث أمريكية وألمانية فتحت عيني على موضوع مراكز الأبحاث ودورها في صناعة القرار وتنوير الرأي العام»، وبالموازاة مع ذلك كان محمد ينشر مقالات بصفة منتظمة على موقع صدى التابع لمعهد كارنيغي للسلام الدولي، والتي كانت تتناول في أغلب الأحيان مواضيع حول السلفية والإسلام السياسي والسلطوية والحركات الشبابية، مع اهتمام خاص بشمال إفريقيا.

ومن بين الشخصيات التي طالما اعتبرها محمد قدوة له نجد محمد بن عبد الكريم الخطابي. يقول: «لقد تأثرت أيضا بأفكار مفكرين ومناضلين أمثال غاندي ومانديلا وجودت سعيد»، لكن الشخصية التي أثرت فيه بشكل كبير هو المفكر العربي الراحل عبد الوهاب المسيري: «لقد جمع بين ثلاث مزايا: النظر العلمي العميق، الإيمان بقضيته، والنضال من أجل عالم أكثر عدلا»، ويسعى محمد إلى أن يقتفي أثره ويتحلى بخصاله.

ويحاول محمد أن يوازن بين عمله الأكاديمي والترفيه والسفر رغم أن الاشتغال بمعهد كارنيغي-الشرق الأوسط وعمله على إتمام أطروحة الدكتوراه يأخذان الحيز الأكبر من وقته.

ويطمح محمد إلى أن يتمكن من بناء تجربة بحثية معمقة، وتوسيع شبكة علاقاته بمراكز الأبحاث العالمية والجامعات العريقة عبر العالم، لكي يستطيع نقل كل تجاربه ورصيده البحثي إلى المغرب: «نحن في حاجة إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي، لاسيما مراكز التفكير الاستراتيجية»، ومن جهة أخرى، يسعى إلى تأسيس شبكة بحث عربية في مجال البحوث الاجتماعية والسياسية تضاهي تلك الموجودة في دول متقدمة، وهو طموح يبعث على التفاؤل بتحسين جودة البحث العلمي في المغرب، الذي يعاني مشاكل عديدة في الوقت الحالي.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آمنة منذ 8 سنوات

صحح لغتك أولا وراء كل نجاح نقاد اينما ارتحل و الترفيه لا يعني الجانب المحرم فقط، قم باعادة صياغة أفكارك

بلحاج كيزاني منذ 8 سنوات

ههههه، أن يوازن بين عمله الأكاديمي والترفيه والسفر ؟ أعجبتني كلمة الترفيه، كيف ترفه عن نفسك ؟؟ بطاعة الله أو.................، لعنك الله إلا يوم الدين

التالي