حاورتها : مريم زريرة
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أعلن موقع CNN عربية عن فوز المذيعة ومقدمة البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية خديجة بن قنة بلقب الإعلامية الأكثر إلهاما للجمهور، المنافسة كانت بين أربع إعلاميات عربيات حيث تفوقت عليهن بأعلى نسبة تصويت. في الجزء الثاني من حوارها لليوم24 مع بن قنة، تتحدث عن اندماجها في المجتمع الخليجي وكواليس محاورتها لمجموعة من الزعماء السياسيين.
{ لو لم تكن خديجة بن قنة إعلامية، ماذا سيكون عملها؟
< لا أعتقد أن هناك ما ينافس حبّي لهذه المهنة سوى تفرغي لأبنائي وزوجي.. ذلك هو البديل الوحيد..عدا ذلك كنت سأكون إعلامية في كل الأحوال حتى لو هوايةّ كأن أحاور شخصا افتراضيا أمام المرآة.
{ كمغاربية ترعرعت في الجزائر، ودرست بالجزائر و فرنسا، وعملت بسويسرا، ألم تجدي أية مشكلة بالاندماج في مجتمع خليجي محافظ طوال هذه السنوات؟
< لم أجد أية صعوبة..على الإطلاق. فأنا أيضا أنتمي إلى عائلة محافظة، ووجدت هنا بيئة اجتماعية تلائمني جدا، ووجدت محبة واحتراما لدى الناس، إضافة إلى نعمة الأمن والأمان .. .لقد احتضنني الناس هنا في قطر بمحبّة كبيرة.. وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان.
{ حاورت عددا من الشخصيات السياسية المهمة في عالم اليوم. هل تحتفظين ببعض الأشياء من أجواء الكواليس قبل أو بعد الحوار؟
< نعم، كثيرة هي الحركات التي لا تلتقطها الكاميرا خلال التصوير أو قبله وبعده. أتذكر على سبيل المثال أن مقابلتي مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد كادت أن تُنسف لأنني كنت ألبس لباسا أبيض من الرأس إلى أخمص القدمين عشية يوم عاشوراء، بينما جاء الرئيس مرتديا بدلة حالكة السواد.. فكادت حرب الألوان في مناسبة دينية مهمة في إيران أن تعصف بالمقابلة عشر دقائق فقط، قبل البت على الهواء، ولم يكن أمامنا حلّ آخر سوى أن قام الرئيس محمود أحمدي نجاد من كرسيّه، واتجه نحو غرفة مجاورة من غرف قصر الرئاسة، وقام بتغيير بدلته السوداء إلى أخرى بلون بنّي فاتح، خصوصا أن المقابلة كانت تبث بشكل متزامن على الهواء مباشرة عبر الجزيرة والتلفزيون الإيراني معا..
أتذكر كذلك أن رئيسة سويسرا السابقة «ميشلين كالمي راي» كانت قد جاءت إلى المقابلة من دون مكياج، وكانت ملامح التعب بادية على وجهها بسبب السفر، فطلبت مني أن أقرضها أحمر شفاه و بودرة لإخفاء التعب..
أحتفظ بلحظات راسخة في الذاكرة من لقائي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد كان ذا شخصية كاريزمية مذهلة، وكنت مترددة في كسر حاجز الرسميات بسؤاله عن شغفه بكرة القدم، فنسجت من خيالي تخريجة مفادها أن أحد الزملاء في قسم الرياضة حمّلني أمانةً بأن أسأله سؤالا عن الرياضة وكرة القدم.
أما المقابلة مع الرئيس محمد مرسي، فقد كانت طويلة واستمرت ساعتين، ولك أن تتصوري شكلي وأنا أدير الحوار بجاكيت ممزق من الظهر من الأعلى إلى الأسفل لأن «الجاكيت» علق بباب السيارة عند وصولنا قصر الرئاسة.
{ متى سنقرأ كتابا يتحدث عن السيرة الذاتية للإعلامية خديجة بن قنة ؟
< المرحلة الحالية من عمر الإعلام العربي، خصوصا السنوات الأربع الأخيرة، مهمة جدا وغير مسبوقة في تاريخ الإعلام العربي.. لديّ الكثير مما يستحق التدوين والتوثيق عن هذه المرحلة التي كان فيها الإعلام ظلاّ للسياسة في بلادنا العربية.. ولا سبيل لأن يستقيم الظل والأصل أعوج.أعتقد أن فكرة الكتاب قد أينعت وآن قطافها..أحتاج فقط لدفعة معنوية ولدعائكم.