تقدمت مبادرة مسلمي النمسا، ببلاغ إلى المدعي العام بفيينا، تتهم السياسي اليميني الهولندي، جيرت فيلدرز، رئيس حزب « من أجل الحرية » بارتكاب 3 جرائم، خلال محاضرة ألقاها يوم الجمعة الماضي بفيينا، حول « خطر أسلمة أوروبا ».
كان فيلدرز ألقى المحاضرة بقصر هوف بورج التاريخي في العاصمة النمساوية بدعوة من زعيم « حزب الأحرار » النمساوي اليميني المتشدد، كريستيان هانز شتراخه، وقوبلت حينها بإدانات أحزاب سياسية وبرلمانيين، ومنظمات إسلامية.
وقال طرفه بغجاتي رئيس المبادرة، في تصريح لوكالة الأناضول، إن « فيلدرز ارتكب 3 جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات النمساوي ».
وأوضح أن الأولى تتمثل في « الحقد والكراهية ضد المسلمين حسب المادة 283، لأنه سمى المسلمين بأنهم أعداء »، والثانية تتمثل في « الاستهزاء وازدراء لقيم الدينية حسب المادة 188، حيث شبه القرآن الكريم بكتاب (كفاحي) لـ(الزعيم النازي أدولف) هتلر »، والثالثة تمثل في « التقليل من خطورة جرائم النازية ».
وكان التليفزيون الرسمي « أو أر إف » نقل عن وسائل إعلام نمساوية، تصريحات لفيلدرز خلال المحاضرة، طالب فيها بـ « ضرورة حظر القرآن ».
وأضاف بغجاتي أن النيابة العامة بدأت في فحص البلاغ تمهيداً لاتخاذ إجراءات التحقيق، واستدعاء السياسي الهولندي، للمثول أمامها وسؤاله في التهم الموجهة إليه، حسب القانون النمساوي.
وشدد على أهمية البلاغ باعتباره « إجراءً غير مسبوق » تتخذه منظمة نمساوية ضد اليمين المتطرف، واصفاً الخطوة بأنها « قانونية وحضارية » لـ « السير في الإجراءات من ناحية، وجذب انتباه الإعلام والأوساط الثقافية والاجتماعية والسياسيين ».
وأعرب رئيس مبادرة مسلمي النمسا عن مخاوفه من أن « يصبح العداء للإسلام، البرنامج السياسي للأحزاب اليمينية المتشددة ».
كان وزير الخارجية النمساوي، سابستيان كورتس، انتقد محاضرة فيلدرز في وقت سابق لإلقائها، وقال إنها « ستعمل على استمرار تقسيم المجتمع »، إلا أنه قال « الأمر الذي لا يخالف القانون الجنائي يجب أن يكون له مكان في الدولة الديمقراطية حتى ولو لم يعجبنا ».
وتأسست مبادرة مسلمي النمسا عام 1999 وهي عضو في الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا، وتهدف إلى تعزيز مشاركة المسلمين في القضايا العامة والمجتمع المدني.