حلم الطنجاويين في رؤية حافلات الطرامواي بمدينتهم قد يتبدد، والسبب، وفق ما أكده مصدر بمكتب الدراسات، الذي أوكل إليه إنجاز دراسة حول الموضوع، ورفض الكشف عن اسمه، هو وجود صعوبة بالغة في تحديد المحاور الطرقية التي من المفترض أن يمر عبرها هذا الطرامواي.
شركة «فالسوم» الفرنسية، التي تعد هذه الدراسة، تبين لها بعد دراسة مستفيضة لبعض المحاور الطرقية المهمة أن بعض الشوارع التي تربط وسط المدنية بأحياء أخرى، هي عبارة عن منحدرات وعقبات ومسالك طرقية ضيقة، يصعب معها وضع البنية التحتية لمشروع الطرامواي.
عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، الذي يتابع هذا المشروع بتنسيق وتشاور مع الوالي اليعقوبي، قلّل من أهمية هذا الموضوع، وقال إن الشركة قادرة على إيجاد حلول لهذه الصعوبات، موضحا أن إنجاز الدراسة سيمكن من تحديد كلفة المشروع وتركيبته التقنية والمالية.
وأوضح العمدة أن هذا المشروع له أهمية استراتيجية كبيرة باعتباره يواكب برنامج «طنجة الكبرى» التنموي، الذي يستشرف أفق 2017، والذي سيشمل العديد من المجالات الصناعية والسياحية والاجتماعية والثقافية الحيوية.
مشروع الطرامواي، الذي كان سيؤمن الربط بين الأحياء الآهلة بالسكان والمناطق الصناعية الموجودة بالمدينة ومحيطها، خاصة المنطقة الحرة بجزناية والمنطقتين الصناعيتين امغوغة والمجد وبعض المرافق السياحية، يطرح اليوم أكثر من علامات استفهام حول البنية التحتية التي سيُقام فوقها هذا المشروع، حسب ما أكده علال القندوسي، المتحدث باسم تكتل جمعيات طنجة الكبرى.
القندوسي قال لـ « اليوم24»: إن الشوارع الرئيسية بالمدينة التي من المفترض أن يمر عبرها هذا الطرامواي، غير قادرة على استيعاب مثل هذا المشروع، وأي تصميم آخر جديد لهذه الشوارع سوف يخلق مشكلة معمارية كبيرة جدا بالمدينة.
ورغم أن المشروع، الذي ستسهر عليه شركة التنمية المحلية التي صادق على إنشائها مجلس الجماعة الحضرية مؤخرا، يهدف حسب العمدة، إلى التغلب على الإشكاليات المرتبطة بمجال النقل الحضري والسير والجولان داخل المدينة، إلا أن الفاعل الجمعوي القندوسي يعتقد أن هذا المشروع لن ينجح دون أن يكون هناك توافق مع الفاعلين الجمعويين لإبداء آرائهم ومقترحاتهم حول المشروع وأضاف: «لحد الآن نسمع عن هذا المشروع الضخم، لكن لا يوجد يوم دراسي حوله، وحتى المعلومات حوله قليلة وغير متوفرة للعموم».
هذا، وعلمت «اليوم24» من مصادر جماعية مسؤولة أن الشركة الفرنسية عرضت إنجاز دراسات بشكل مجاني لمشكل النقل والجولان بمختلف مناطق طنجة، وتحديد المناطق المؤهلة تقنيا وطبيعيا لربطها بخط الترامواي، في أفق مباشرة أشغال إنجاز هذا المشروع، مما سيمنح طنجة صفة ثالث مدينة مغربية تستفيد من هذه الخدمة العمومية النوعية.