حاورتها: وداد الملحاف
استطاعت الشابة المغربية إيمان أوبو أن تنتزع لقب ملكة جمال نيويورك بعد فوزها على 19 متنافسة، وليست هذه المرة الأولى فقد سبق وأن فازت بنفس اللقب في ولاية كولورادو التي كانت تقطنها رفقة أسرتها، في حوار لها مع اليوم24 تحكي إيمان قصتها مع عالم الجمال وتتحدث تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا كما توجه رسالة لمن يرفضون مسابقات ملكة الجمال كما تكشف عن مشاريعها في المغرب :
كيف كانت بدايتك مع عالم الجمال ؟
منذ صغري وحتى فترة مراهقتي كنت دائما أشاهد مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية وملكة جمال الكون باهتمام كبير، وكنت أتصرف وأتقمص شخصية وكأنني على خشبة التنافس مع باقي المتسابقات، وعندما تمت دعوتي للمشاركة في مسابقة ملكة جمال كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية تحمست بشكل كبير لها ولم أتردد للحظة في المشاركة فيها .
بما أنه قد سبق لك الفوز بلقب ملكة جمال كولورادو ما الذي جعلك تعيدين نفس التجربة بنيويورك ؟
بمجرد المشاركة لأول مرة في مسابقة لنيل تاج الجمال، لا يمكن التوقف عن ذلك كلما أتيحت الفرصة لأن من سيفوز في المرة الأولى سيرغب في حصد لقب تلو الآخر، شخصيا أعشق مدينة نيويورك وسيكون شرفا كبيرا لي أن أمثل أقوى ولاية في أمريكا، وأردت أن أعيد التجربة بنيويورك كذلك لأن الحصول على لقب ملكة جمال نيويورك سيساعدني على تمكين عدد أكبر من النساء والترويج لمشاريعي الهادفة إلى تعزيز روح المبادرة لدى النساء.
كيف كانت ردود فعل أفراد أسرتك بعد تتويجك بلقب ملكة الجمال؟
لقد كانوا في غاية الفرح والسعادة لأنهم يعلمون أنني كنت أعمل وأشتغل بجد كل يوم من أجل أن تتحقق أحلامي.
تنشطين بشكل دائم على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدونتك الخاصة، كيف كان شكل التفاعل بعد هذا الخبر ؟
صراحة أنا سعيدة جدا بهذا الكم الهائل من المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يدعمونني بشكل دائم، وتغمرني فرحة كبير عند قراءتي لعبارات التعبير عن الحب والتقدير والافتخار بما أنجزته بعد الإعلان عن فوزي بهذا اللقب .
هناك أصوات محافظة في المغرب ترفض تنظيم مثل هذه المسابقات، ما هي الرسالة التي توجهينها لهم؟
رسالتي لهم هي أن الحصول على لقب ملكة الجمال هو نداء لتحمل مسؤولية كبيرة تختفي وراء بريق الجمال، هؤلاء الذين يرفضون مثل هذه المسابقات لا يعلمون كم من الأبواب تفتح في وجه الشابات ومنهن أنا، إنها فرصة لا تركز على الجمال الخارجي فقط وإنما على القدرة على استعمال هذا اللقب في قيادة التغيير في المجتمع والعالم، فهذه المنافسات تشجع الشابات على إحداث تأثير إيجابي على المواطنين من خلال تقديم خدمات اجتماعية وأن تجعل منهم مثلا يحتذى به في هذا المجال، أريد أن أكون مصدر إلهام وقوة لنساء أخريات في الداخل والخارج وأن أظهر لهن أننا أكبر قوة في العالم، ولا أعتبر هذا اختزالا لطاقة المرأة في الجمال والغرور لكن أود أن نبين أننا نقدم مثلا ممتازا، فنحن كنساء مبدعات وقياديات وموجهات للرأي العام نشتغل بشكل جدي ونتفانى في عملنا من أجل الفوز بلقب ملكة الجمال لأنه يجب علينا أن نظهر كيف يمكن استغلال هذه الفرصة من أجل القيام بأعمال تعود بالنفع على العالم بأسره.
تنامت ظاهرة الإسلاموفوبيا بعد قيام بعض المنتسبين للدين الإسلامي بعمليات إرهابية، ما الذين تنوين فعله من أجل مكافحة خطابات الكراهية؟
لكي أكون صادقة لم يسبق لي أن وضعت في هذا الموقف أو أنني سمعت عبارات مسيئة لي بسبب انتمائي الديني، إذ أعتبر نفسي أنني محظوظة جدا بتواجدي في بلد حيث يتم تقبل وتعايش المواطنين من مختلف الديانات والعرقيات ولا يتم إصدار أحكام مسبقة عليهم بسبب انتماءاتهم حتى بعد وقوع هذه الأحداث الإرهابية، لكن كل هذا لا يعني أنه لا يوجد الإسلاموفوبيين بل أنا متأكدة من وجودهم في المجتمع الأمريكي، لكن من ينشرون خطابات الكراهية هم أقلية مقارنة مع مواطنين يتفهمون أن الدين الذي أنتمي إليه لا علاقة له بالأحداث الإرهابية وأكيد سأؤكد في كل مناسبة أتيحت لي أن الدين جاء من أجل نشر قيم التسامح ونبذ العنف وليس لتكريس خطاب الكراهية.
هناك العديد من الشابات المغربيات اللواتي استطعن انتزاع تاج الجمال في مختلف أنحاء العالم، ما رأيك في ذلك؟
أجد أن النساء المغربيات من بين أجمل النساء في العالم وأكثرهن إبداعا لامتلاكهن مواهب خارقة، فنحن نعمل بتفان من أجل أن نكون دائما في الصدارة ونحقق أهدافنا المرجوة، كما أنه لدينا « كاريزما » تساعدنا على التميز ونلاقي إعجاب كل من يتعرف إلينا، إضافة إلى أن النساء المغربيات والمغاربة بصفة عامة يسعون دائما إلى بذل كل جهدهم من أجل تحقيق إنجازات تجعلهم يتميزون لأننا نعلم أن بلدنا المغرب سيكون فخورا بهذه الطاقات وسنلاقي منه كل الدعم .
قريبا سيتم تنظيم مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية، ما هي استعدادات إيمان أوبو لخوض غمار هذه المنافسة؟
أرى أن أهم جزء في التحضير للتنافس من أجل الفوز بتاج الجمال هو الجانب المرتبط بالقوة الذهنية، فيجيب تدريب العقل على الاعتقاد بأنني قادرة على الفوز بهذا اللقب الجمالي ولدي كل الكفاءة من أجل تحقيق ذلك، فعندما تكون المتسابقة محاطة بنساء فاتنات وعلى قدر كبير من الجمال وحققن الكثير من الإنجازات خلال حياتهن قد تصاب بالرهبة وتتزعزع ثقتها بنفسها، وبالتالي ونظرا لهذه الاعتبارات أقوم بتدريب نفسي كي لا يتم إقصائي من المنافسة، وبطبيعة الحال فالتحضيرات الأخرى مرتبطة بالأكل الصحي والقيام بالتمارين الرياضية لكي أظهر بمستوى عال من اللياقة البدنية، كما أنني أقوم بالاستعداد للاختبارات الشفوية، وفي نفس الوقت يجب أن أبين أنني في مستوى العمل مع مجتمعي على برنامجي من أجل تعزيز مكانة النساء.
ما هي المشاريع التي تحلمين بتحقيقها في بلدك الأصلي؟
أحلم بأن أستطيع أن أحقق حلم مشروع القافلة المتنقلة التي تجري عمليات جراحية، لقد سبق وقامت الجمعية التي أنشط بها وهي ‘Mission to Heal’ باقتراح هذه الفكرة على المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بمنطقة سوس إذ نود أن نقوم بتوفير شاحنة طبية لكي ننتقل من قرية إلى أخرى بهدف توفير العلاج وتقديم خدمات طبية في مستوى عال من الجودة إضافة إلى القيام بعمليات جراحية، هدفي أن يتمكن كل سكان القرى النائية من الاستفادة من العلاج.