صار بإمكان المغرب المشاركة في الدورتين القادمتين من كأس إفريقيا للأمم (2017 و2019) عقب الحكم الذي انتزعه من محكمة التحكيم الرياضي في سويسرا مؤخرا في مواجهة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي فرض على المغرب عقوبات ثقيلة إثر طلب المغرب تأجيل تظاهرة كأس إفريقيا للأمم الأخيرة التي كان سيحتضنها وذلك بسبب الخوف من انتشار وباء « إيبولا ».
المحامي الذي وقف أمام « الطاس » كممثل للدفاع عن الملف المغربي في مواجهة « الكاف » والذي أسهم في فوز المغرب في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الوطني، هو الفرنسي، ميشيل بويون المعروف ليس كمحام فقط إنما أيضا كوجه سياسي وإعلامي في فرنسا لشغله عدة مناصب، من بينها مدير ديوان الوزير الأول الفرنسي الأسبق، جون بيير رافاران، ورئيس المجلس الأعلى للسمعي البصري، ورئيس إذاعة فرنسا، إلى جانب مرافقته لعدد من المشاريع الإعلامية الهامة بتكليف من الحكومة.
في يوم الخميس الماضي، نجح بويون في كسب قضية مهمة بالنسبة للمغرب الذي طعن في العقوبات القاسية التي فرضها عليه « الكاف »، وهو الحكم الذي أسعد المحامي الذي عبر عن أسفه الشديد لعدم تمكنه من التواجد في المغرب لحظة إعلان الحكم، حيث قال بهذا الخصوص في حوار مع صحيفة « لوفيغارو »، « أشعر بأسف كبير لأنني لم أتواجد في المغرب لحظة إعلان حكم الطاس، أصدقاء مغاربة قالوا لي إنها كانت لحظة سعادة وفرح رائعة »، مضيفا « المغاربة لم يصدقوا الأمر كانوا قد سلموا بالامر الواقع، فكما تعلمون العدالة والقانون لا يلتقيان دائما، وقرار الطاس جاء ليصلح حكما جائرا كان قد وقع على المغرب، فالمغاربة لم يفهموا حكم الكاف وكان الشعور بالظلم لديهم عميقا جدا، ذلك أنه على مستوى البنى التحتية المغرب كان مستعدا لاستقبال الكان ولكنه اتخذ قرارا شجاعا من أجل الصحة العامة ».
وقال بويون إنه لم يكن متأكدا من الفوز بالقضية مشددا على أن تجربته الطويلة جعلته دائما إلى جانب الشعور بالثقة يحتفظ بحيز من عدم اليقين التام بالفوز، لأن الأمر يكون نسبيا، مشيرا إلى أن القضية كانت « صعبة » وأنه كان دائما مقتنعا بالظلم الذي تعرض له المغرب خصوصا وأن المغرب وخلافا لما ادعاه « الكاف » لم يرفض احتضان كأس إفريقيا للأمم إنما فقط طلب تأجيل التظاهرة خوفا من انتشار وباء « إيبولا » الذي وصل عدد ضحاياه اليوم لـ10 آلاف شخص.
ورفض المحامي بويون، القول بأنه أنقذ المغرب حيث شدد على أن الفوز بتلك القضية لا يمثل انتصارا شخصيا له فقط بل هو انتصار لفريق كامل تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ضمنه، إلى جانب أنه « انتصار للعدالة » على حد تعبير بويون الذي اعتبر أن الحكم الصادر عن « الطاس » يعطيها مصداقية كمحكمة دولية تمارس مهامها منذ أكثر من ثلاثين عاما، مؤكدا أن الحكم الصادر لصالح المغرب في هذه القضية يوضح أن « الرياضة لا تتعلق فقط بالمال إنما بالقيم والمبادئ ».