تطلق قناة « ميدي1تيفي » السلسلة التاريخية الجديدة « تاريخنا فخرنا »، التي تكشف عن حياة أبرز الشخصيات التي بصمت تاريخ المغرب وقيمه.
وتم تقديم العرض ما قبل الأول، مساء امس الثلاثاء بالدار البيضاء لهذه السلسلة، التي ستطلق أولى حلقاتها يوم الأحد 12 أبريل الجاري على الساعة التاسعة والنصف ليلا.
السلسلة ستتناول اربع شخصيات هي : طارق ابن زياد والسيدة الحرة والمنصوير الذهبي وابن رشد. في هذا الحوار يتحدث المؤرخان امبارك زكي وعلال ركوك، الذين اشرفا على السلسلة لموقع اليوم 24 عن بعض الجوانب المتعلقة بطريقة الاشتغال على هذه الشخصيات:
لماذا تم اختيار هذه الشخصيات الأربعة بالضبط للتطرق إليها في هذا العمل ؟
المؤرخ علال ركوك: لعدة اعتبارات من بينها وفرة المادة التاريخية حول هذه الشخصيات، وكذلك لأنها تنتمي إلى فترات تاريخية مختلفة وبالتالي تجسد بعض التطورات التاريخية التي شهدها المغرب خلال هذه الفترات خاصة على المستوى السياسي والعسكري.
ومع ذلك، فإن المعايير الرئيسية التي وجهت اختيار الشخصيات تكمن في القيم التي تنقلها. مثلا شخصية « السيدة الحرة » سنعرف بدورها السياسي والعسكري المهم، والدور النسائي الريادي في تاريخنا، إلى جانب دور ابن رشد ومساهمته في التنمية الثقافية بالأندلس إلى جانب حضوره البارز في الطب والعلوم.
ماهي نوعية المراجع والمصادر التي تم اعتمادها لرسم معالم هذه الشخصيات ؟
المؤرخ امبارك زكي: تم الاعتماد على بيبليوغرافية متنوعة المشارب، لكن مع التركيز اساسا على المصادر والمراجع المرتبطة بموضوع العمل الفني والشخصيات التاريخية المجسدة له. خاصة تلك المعاصرة لفترة الشخصيات والأحداث التاريخية موضوع السلسلة الفنية .
من المعروف انه من السهل الحصول على معلومات حول الاحداث التاريخية الماضية لكن هناك صعوبة في ايجاد تفاصيل المعالم الحضارية مثل اللباس والسكن والهندسة كيف تم تجاوز هذا المشكل ؟
المؤرخ علال ركوك: صحيح أننا واجهنا بعض الصعوبات خاصة على مستوى اللباس والسكن والهندسة بفعل التحولات التي شهدها المجال التاريخي الذي وقعت فيه الأحداث التاريخية وكذلك التباعد الزمني الكبير بين فترة الأحداث التاريخية موضوع السلسلة التاريخية والفترة الحالية التي أنجز فيها هذا العغمل الفني , لكن حرصنا على العودة الى كتابات المؤرخين الذين عاصروا هذه الحقبة التاريخية حتى تتضح الرؤية أكثر حول هذه الجوانب التي تكتسي اهمية بالغة في أي عمل فني ذو طابع تاريخي وذلك حرصا منا على النقل الأمين للحقيقة التاريخية.
الملاحظ أن السلسلة اختارت شخصيتها تنتمي كلها لفترة التاريخ بعد دخول الاسلام لماذا تم تجاهل فترة مغرب قبل الفتح ؟
المؤرخ امبارك زكي: هنا لابد أن نشير الى نقطة مهمة وهي أن هذا العمل الفني أول عمل نساهم فيه من موقعنا كباحثين في الحقل التاريخي وبالتالي نعتبر هذا العمل أرضية أولية للمساهعة في أعمال مستقبلية، أما فيما يتعلق بتركيزنا على فترة ما بعد دخول الإسلام فتم ذلك في اطار نقاش أولي فقط، مع التأكيد أن تاريخ المغرب غني بشخصيات تركت بصمات واضحة عبر مختلف فتراته بما فيها فترة ما قبل دخول الإسلام إلى المغرب، وهي فترة مهمة في تاريخ بلادنا، خاصة فترة المماليك الأمازيغية وما شهدته من تطورات تاريخية مهمة لازالت استمراريتها حاضرة إلى يومنا هذا، ومن ثمة نعتقد أنه بات ضروريا انجاز افلام وثائقية تاريخية حول هذه الفترة المهمة من تاريخ بلادنا.
كيف تم التعامل مع اللغة المستعملة في السلسلة ؟
المؤرخ علال ركوك: فيما يخص اللغة المستعملة في العمل الفني فقد اعتمدنا اساسا على الدارجة المغربية قصد جعل هذا المنتوج الفني يصل الى أكبر عدد ممكن من المشاهدين , وبالتالي عدم توجيهه فقط الى الفئات المثقفة والمتخصصة في البحث التاريخي.
ونود الإشارة إلى أن هذه السلسلة موجهة إلى كافة أفراد الأسرة ونهدف من خلالها إلى اقتسام لحظات ممتعة مع المشاهدين.