حرزني: الإعلام ساهم في تدهور الأوضاع بعد الربيع العربي

08 أبريل 2015 - 21:12

دعا إعلاميون عرب، يوم الثلاثاء، بمدينة طنجة ، إلى ضرورة اعتماد ميثاق شرف لتفادي الممارسات الإعلامية التي من شأنها الانجرار إلى إذكاء النعرات الطائفية، والتهجم على المعتقدات والأديان.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة بيت الصحافة ، يوم الثلاثاء بطنجة.

وفي هذا الإطار، تطرقت وزيرة الإعلام المصرية السابقة، درية شرف الدين، إلى الدور الذي لعبه إعلام بلادها خلال ثورة 25 يناير 2011، معتبرة أن « الإعلام سواء العام والخاص يقوم بدور عظيم في توجيه المواطنين خلال تلك الفترة ».

وسجلت شرفت الدين أنه « بالرغم من الظروف القاسية والخطيرة التي كان الإعلاميون المصريون يقومون بمهامهم في ظلها، فإن غالبيتهم كانوا يلتزمون بمسافة بين ما هو سياسي وما هو إعلامي »، معربة عن رفضها لـ »أن يكون السياسي إعلاميا أو العكس ».

من جهته، اعتبر الناشط الحقوقي المغربي، أحمد حرزني، أن ما حدث في العالم العربي « شيء مؤسف، وأن التغيير الذي حصل كان من سيء إلى أسوأ وليس إلى الأحسن كما كان مرجوا »، معتبرا أن الإعلام العربي « ساهم في حصول الوضعية الراهنة من خلال تورطه في بيع سلعة مغشوشة ».

وأوضح حرزني أن « الإعلام العربي من خلال ترويجه لبعض المفاهيم على غرار « الربيع العربي » كان مجرد مقلد لما كان يتردد في وسائل الإعلام الغربية، دون أن يأخذ المسافة المطلوبة بينه وبين ما يروجه هذا الإعلام الغربي »، على حد قوله.

وعزا الناشط الحقوقي المغربي أسباب انجرار الإعلام العربي لهذا الأداء بأنه « لم يكن إعلاما ملما معرفيا بما فيه الكفاية لتناول الأحداث التي شهدتها الساحة العربية بطريقة أنضج، دون إغفال الجانب المتعلق بتبعية مجموعة من المؤسسات الإعلامية العربية إلى أجندة وتيارات معينة »، دون إيضاح المشار إليه.

ودعا أحمد حرزني، الإعلام العربي إلى « عدم إذكاء النعرات الطائفية، والمساهمة في ترسيخ السلم الاجتماعي ».

أما وزير الإعلام المغربي السابق، خالد الناصري، فسجل أن « الإعلام المغربي لم يكن موفقا في نقل الصورة الحقيقية للأوضاع في المنطقة العربية، من خلال فشله في مواكبة المطالب والتطلعات الحقيقية للشارع العربي ».

وذهب الناصري إلى أن الجيل الأول من الإعلام العربي نجح إلى حد بعيد في « مواكبة ما كانت تتطلع إليه الشعوب العربية من تحقيق استقلالها في ظل الاستعمار الذي كانت ترزح تحته البلاد العربية حتى أواسط القرن العشرين »، مضيفا « ما نجحنا فيه ونحن غير مستقلين فشلنا فيه ونحن مستقلون ».

ولاحظ الوزير المغربي السابق أن وسائل الإعلام العربية في الوقت الحالي « باتت تلجأ إلى الطريق السهل، ويتعلق الأمر بالإثارة، من خلال ترويج مختلف القيم الإقصائية ».

من ناحيته، أكد الإعلامي المصري هيثم عبد الغني أنه « من الضروري اعتماد ميثاق شرف يلتزم به الإعلاميون والصحفيون العرب فيما يتعلق بتغطية الأحداث التي تعرفها المنطقة العربية، باعتبار أن الولاء للوطن يجب أن يشكل طليعة هذه الالتزامات ».

ودعا عبد الغني، الإعلاميين العرب، بمختلف توجهاتهم، إلى « عدم الانجرار إلى طريق التهجم على الأديان والمعتقدات »، مطالبا في الوقت ذاته الحكومات العربية بـ »العمل على إقرار تشريعات توفر البيئة المناسبة لاشتغال الصحافيين والإعلاميين ».

وفي هذا الصدد، أشار الإعلامي المصري إلى « تجربة المغرب الذي يتجه لاعتماد قانون جديد للصحافة والنشر، ومن أبرز مضامينها إلغاء العقوبات السالبة للحرية ».

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي