قال حسن أوريد، المؤرخ السابق للمملكة، والناطق السابق باسم القصر، إن الهاجس الأصلي لدى جبهة البوليساريو عند تأسيسها لم يكن إنشاء دولة، بل فقط تحرير الصحراء من الاستعمار الإسباني آنذاك، مُضيفا أن الأمور تغيرت فيما بعد، قائلا في هذا السياق إن « الإخوة وظفوا توظيفا، ولا يسرنا أن يُوظف إخواننا ».
جاء ذلك في ندوة حول « ملف الصحراء »، مساء أمس الخميس في الرباط، من تنظيم مركز هسبريس للدراسات والإعلام.
وشدد أوريد على أن حل ملف الصحراء، يجب أن يمر بشكل أساسي عبر حوار شامل ومُستقل، بين أطراف تملك الشرعية ولا تتلقى إملاءات من الغير، مُشترطا لنجاح هذا الحوار: »تغيير قيادات البوليساريو لأفكارها المسبقة عن المغرب »، وأيضا « الإدارة المغربية لطرق تدبيرها للملف ».
ولم يرحب المؤرخ السابق للمملكة بفكرة رفع البوليساريو للسلاح، مُعبرا عن أمله في أن يكون الأمر « مجرد شعار »، قائلا في هذا الصدد: « إنه ليس من عادة المغرب أن يرفع السلاح في وجه أحد فما بالك بأبنائه »، في حين شدد مرارا على أن « الطريق الوحيد لحل النزاع هو الحوار »، الذي يجب أن يتسم بـ »الجرأة »، و »الشجاعة »، و »الشُمولية ».
وأوضح أوريد، أنه من بين ما قد يعوق مسألة الحوار، كثرة الأفكار المسبقة عن المغرب لدى « بعض قيادات البوليساريو »، مُوردا في هذا الصدد أن « بعضهم يتعامل معه كأنه استحدث فقط بعد الاستعمار »، و »يتناسون أن « المملكة المغربية عريقة في القدم، بل إن الجذور التاريخية لأهل الصحراء، لا يمكن أن تُفصل عن المغرب »، يرد أوريد.
وفي أعقاب ذلك، انتقل أوريد إلى انتقاد التعاطي المغربي مع الملف، خُصوصا على مستوى حُقوق الإنسان، وتسيير المناطق الجنوبية، مشددا على أن « هذه الإختلالات لا يجب أن تكون سببا في تبني خيار آخر غير الخيار الوحدوي »، الذي يُعتبر بحسب أوريد، صالحا لسكان المنطقة وأيضا الجزائر.