حاورتها نادية الهاني
{ كيف تعيشين كمسلمة في إنجلترا؟ وهل تساهمين كفنانة في نشر صورة الإسلام المعتدل هناك؟
< أعيش حياة طبيعية جدا كعربية ومسلمة بلندن، خاصة أن إنجلترا تتسم باختلاط الديانات والجنسيات المتعددة، فالجميع يعيش في تسامح ومن غير عنصرية. كفنانة عربية مغربية ومسلمة أساهم بقدر ما أمكن في إظهار الصورة الجيدة عن ثقافتنا وتقاليدنا وديننا، سواء في وقت العمل أو في بعض المناسبات الخاصة، أو عند استضافة بعض الأجانب في بيتي.
{ هل اشتغالك في أعمال أجنبية قبل زواجك ساعد في سهولة اندماجك في العالم الغربي؟
< عشت في لندن منذ كنت في التاسعة من عمري، فثقافتي غربية إنجليزية، وقد تشبث بجذوري العربية المغربية، وأكملت دراستي باللغة العربية إلى مستوى الباكالوريا بلندن. لذلك أعتبر أنني مزيج من حيث ملامحي العربية المغربية وشخصيتي البريطانية العربية.
{ بعد إنجابك قررت الابتعاد عن عالم الفن لمدة سنة. ألم يؤثر ذلك على مسارك الفني؟
< فعلا لم أكن أظن من قبل أن أمرا ما يمكنه إبعادي عن عملي الذي أستمتع به وأخصص له كل وقتي، لكن في العام الماضي حدث أجمل شيء في حياتي، ألا وهو دخولي عالم الأمومة، الذي أخذني في رحلة جديدة مليئة بالدفء والحنان والسعادة؛ وقد اتخذت قراراً بأن آخذ إجازة لمدّة سنة من العمل لأرعى ابني بنفسي في عامه الأوّل. لأنها مرحلة مهمة وسريعة في حياة ونمو الطفل، لكن ذلك لم يؤثر على مساري الفني لأنه في الوقت نفسه كنت حاضرة في بعض الأعمال السينمائية في قاعات العرض، مثل الفيلم المغربي «عيد ميلاد»، كما حظيت بجائزة «فخر المغرب» في لندن على خلفية الاحتفال بمرور 58 عاماً على استقلال المغرب. والآن بعد أن أتمّ ابني العام من عمره، أملك طاقة إيجابية للعودة مجدداً إلى الساحة الفنية.
{ حظيت أخيرا بتكريم في ملتقى رأس سبارطيل السينمائي بطنجة. ماذا يعني لك هذا التتويج؟
< أسعدني جدا التكريم بملتقى رأس سبارطيل السينمائي بطنجة، خاصة عندما تم تكريمي بجانب المخرج القدير والهرم الكبير الجيلالي فرحاتي. عندما يكرم الفنان في بلده يكون لديه إحساس لا مثيل له.. إحساس بالتقدير لموهبته وعطائه الفني، كما أن هذا التتويج يعتبر مسؤولية كبيرة يجب الحفاظ عليها عن طريق تطوير المكاسب وصقل الموهبة، واختيار الأعمال الجيدة والجادة للحفاظ على ثقة الناس في عطائي الفني. كما أعتبر اختياري عضوا في لجنة التحكيم في ملتقى رأس سبارطيل الثاني لسينما الشمال-الجنوب بطنجة شرفا كبيرا لي في مهرجان ثقافي جديد ومتميز، وفرصة لمقابلة عدد كبير من السينمائيين المغاربة والأجانب لمشاهدة الأفلام وتبادل الآراء والأفكار. وسبق لي أن شاركت كعضو لجنة تحكيم في المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، ومهرجان السينما الدولي بالقاهرة.
{ ما هي مشاريعك المستقبلية؟
< قبل فترة قصيرة قررت أنا وزوجي الاستقرار بمدينة دبي بدلا من لندن، من أجل توفير التربية المناسبة لابننا، خاصة أننا نسعى إلى تربيته وتلقينه اللغتين العربية والإنجليزية في ظل بلد إسلامي عربي. وبعد مشاركتي في المسلسل الكويتي “الوداع” كمساعدة مخرج، أحب أن أكرر التجربة بالخليج العربي، خاصة أنه أصبح يتصدر الدول العربية في الإنتاج الدرامي. كما لدي بعض الاقتراحات في بعض الأعمال الدرامية الخليجية.
* ممثلة مغربية