دعا خبراء مغاربة في لقاء مناقشة حول موضوع: (إنعاش الصادرات … أي استراتيجية للولوج إلى السوق الصينية؟)، المقاولات المغربية العاملة في مجال التصدير إلى الاستفادة أكثر من الفرص التي توفرها السوق الصينية.
وأوضحوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء، بمبادرة من الجمعية المغربية للمصدرين، أن الصادرات المغربية لهذا البلد، والتي تشمل، أساسا، الأسمدة والسمك ودقيق السمك ومنتجات أخرى، تبقى محدودة جدا، بالنظر إلى مؤهلات الصين الكبيرة من حيث الاستهلاك.
وفي هذا السياق، اعتبر أبو رضى الرامي، خبير ومستشار اقتصادي مغربي، أن السوق الصينية تمنح فرصا هائلة بالنسبة إلى كافة بلدان العالم، لكن القدرة على التصدير نحو هذا البلد وجلب الاستثمارات منه، ليس بالأمر الهين. وبعدما أشار هذا الخبير، الذي استعانت بخدماته مؤسسات اقتصادية عالمية، أن السوق الصينية توفر فرصا هائلة بالنسبة إلى البلدان التي تعرف كيف تستثمرها، تساءل .. هل لدى المغرب المواد والمنتجات التي تحتاجها السوق الصينية؟ وكيف يمكن ولوج السوق الصينية؟ وفي معرض جوابه أبرز أن المقاولات المغربية مطالبة بالتعرف أكثر على حاجيات هذه السوق، وقدم في هذا الصدد خطاطة تشمل مختلف مسارات المبادلات التجارية الصينية مع باقي بلدان العالم، والتي تجني من خلالها الصين ملايير الدولارات.
وقال إن الصين تركز بالأساس على تصنيع مواد ومنتجات ذات تكلفة منخفضة توجه إلى مناطق محددة، كما تصنع مواد أخرى ثمينة توجهها نحو مناطق أخرى في العالم، وأكد في هذا السياق «أن منافسة الصين في المجالات التي تتقنها تعد معركة خاسرة أصلا «.
ولكل هذه الاعتبارات، يضيف هذا الخبير، يتعين البحث عن مجالات معينة تخص مجالات الاستهلاك المتنوعة بالصين، بالنظر إلى عدد سكان هذا البلد الذي يتجاوز المليار نسمة . وفي السياق ذاته، قال عادل الرايس، رئيس لجنة آسيا التابعة للجمعية المغربية للمصدرين، إن المغرب لم يستفد بالشكل الكافي من الفرص التي توفرها السوق الصينية. وأضاف أن الصين تركز في مبادلاتها التجارية العالمية بالأساس على عملية التوزيع التي تستهدف الجهات والمناطق، كما تحتاج إلى مواد ومنتجات معينة لا تتوفر بالسوق الصينية. وتابع أن المقاولات المغربية في مجال التصدير مطالبة بالتعرف أكثر على حاجيات السوق الصينية، حتى تتمكن من توفير منتجات تساهم في إنعاش الصادرات نحو هذا البلد .
وحسب المنظمين، فإن هذا اللقاء يروم طرح إشكاليات تتعلق بالتصدير، مع إيجاد أجوبة تتعلق بعدم وجود تصدير أكثر للمنتجات المغربية نحو منطقة آسيا، خاصة نحو الصين .