لا يزال تجار « سوق النهضة » الذي لم يتم تدشينه على خلفية الغضبة الملكية على برنامج تجارة القرب، ليكون « أول سوق نموذجي » في إطار هذا البرنامج، مستمرين في أشكالهم الاحتجاجية للفت الأنظار إلى قضيتهم، إذ أعلنوا خوضهم لاعتصام مفتوح في موقع السوق إلى حين تلبية مطالبهم.
ويريد الباعة المتجولون من هذه الخطوة، التي عَقِبت مراسلتهم « كل المسؤولين المعنيين لفتح الحوار معهم »، « إسماع أصواتهم ولفت النظر إلى وضعيتهم غير الإنسانية »، حسب تصريحات يوسف حمانة، رئيس إحدى الجمعيات الممثلة لهؤلاء التجار لـ »اليوم 24″، والذي أشار إلى أن ما يقارب أربعين تاجرا يعتصمون في خيام على الأرض التي كان من المفترض أن يتم بناء السوق الجديد عليها.
وتابع المتحدث نفسه مبرزا، أن الباعة المتجولين الذين كان من المفترض أن يستفيدوا من محلات في سوق النهضة النموذجي، « تضرروا من قطع رزقهم جراء هدم محلاتهم القصديرية دون توفير بديل لهم عنها »، ما جعلهم « عرضة للتشرد « لكونهم في وضعية هشة »، حسب حمانة، الذي شدد على أن التجار يطالبون بـ »التعويض عن الأضرار التي تسبب فيها هدم براريكهم بطريقة استعجالية بدعوى التدشين الملكي لبناء السوق الجديد، وإيجاد حل عاجل لمزاولة مهنهم لكسب مصروف العيش لأطفالهم »، بالإضافة إلى « فتح تحقيق في التدخل اللاإنساني للمتضررين، و »فتح حوار جاد مع الجمعيات الممثلة للتجار حول الملف برمته ».
وجدير بالذكر، أن وزير الداخلية محمد حصاد كان قد أعلم مسؤولي الرباط قبل أسابيع رسميا بـ »غضب » الملك على البرنامج الخاص بإعادة هيكلة الباعة المتجولين، وهو ما جعله « يقاطع » حفل تقديم البرنامج، الذي كان مقررا في اليوم نفسه، حيث قرأ حصاد جملا من ورقة كانت بين يديه على الحاضرين بمقر ولاية الرباط، جاء فيها « قبل قليل اتصل صاحب الجلالة بوزير الداخلية ووزير التجارة والصناعة، وعبر لهما عن عدم رضاه على البرنامج الخاص بإعادة هيكلة الباعة المتجولين، وأنه لا يرقى إلى المستوى الذي كان يرغب فيه صاحب الجلالة، حيث أعطى تعليماته السامية لإعادة النظر في هذا البرنامج حتى يكون ملائما لتعليماته بهذا الصدد ويرقى إلى المستوى المطلوب ».