من الأعراف الدبلوماسية أن يتبادل الرؤساء والملوك والأمراء الهدايا في لقاءاتهم، كما أنه من التقاليد أن تُجامل الشخصيات السياسية عموما رؤساء دولها بأشياء رمزية. ولكن في بعض الأحيان تكون طبيعة تلك الهدايا غير متوقعة. هذه مجموعة من بعض الهدايا الاستثنائية وغير المتوقعة التي تبادلها الرؤساء أو منحت لملوك أو أعطاها هؤلاء لوزرائهم.
ساعات يدوية.. هدية الحسن الثاني ومحمد السادس لليوسفي
تعود قصة الساعة اليدوية التي تسلمها الزعيم الاتحادي، عبد الرحمن اليوسفي، من يد المستشار الملكي، فؤاد علي الهمة، باسم الملك محمد السادس يوم قرر عدد من أصدقاء الوزير الأول السابق، عبد الرحمن اليوسفي، إقامة حفل عائلي له بمناسبة عيد ميلاده التسعين يوم 8 مارس من السنة الماضية بالدارالبيضاء، وبعد الاتفاق معه على لائحة المدعوين المحدودة جدا، كان ضمنها زميله السابق في حكومة التناوب والوزير الأول التقنوقراطي بعده إدريس جطو الذي استضاف الحفل.
الساعة اليدوية لشيخ السياسيين المغاربة هي هدية شخصية من جلالة الملك محمد السادس، وهي بذلك ثالث هدية ملكية يتلقاها اليوسفي منذ 16 سنة، وكلها عبارة عن ساعات يدوية. الأولى من الملك الراحل الحسن الثاني، والثانية من محمد السادس، بعد انتهاء مهامه الحكومية والثالثة، أيضا، من محمد السادس خلال الحفل الذي أقيم ببيت جطو.
كلاشينكوف من بوتين إلى السيسي
زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في فبراير الماضي، مصر، ولم يكتف بوتين بعناء حمل أمتعته المعتادة، بل حمل معه أيضا هدايا ليتبادلها مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. تفاجأ الزعيم المصري، عبد الفتاح السيسي، العاشق للسلاح، عندما افتتح بوتين حقيبة الهدايا وأخرج بندقية AK-47 . وهي الهدية التي قدمها بوتين لنظيره المصري بمناسبة إنهاء اتفاق مبيعات الأسلحة بين البلدين.
«لعبة العروش» لـ«فهم الواقع السياسي الإسباني» !
«اخترقت البروتوكول لتقديم هدية، أعتقد أنها ستعجبكم وتساعدكم على فهم الكثير حول الأزمة الإسبانية»، هذا ما قاله زعيم حزب بوديموس الإسباني، بابلو إغليسياس، عندما اخترق البروتوكول لتقديم هدية إلى الملك الإسباني، فليبي السادس، وهي عبارة عن نسخة من سلسلة «لعبة العروش» (game of thrones) الواسعة الانتشار. وقع هذا الحادث الجريء، الذي تقرب به زعيم الحزب الإسباني الجديد بابلو إغليسياس إلى العاهل الإسباني، بمناسبة الزيارة الأولى التي قام بها هذا الأخير إلى المؤسسات الرسمية الأوروبية. رد فليبي السادس على كلام الزعيم الإسباني الجديد بالقول: «لم أرها بعد (يقصد اللعبة)». وهذه السلسلة التي قدمها بابلو إغليسياس واحدة من تلك الهدايا غير المتوقعة التي منحها أو قبِلها الساسة عبر العالم بشكل فجائي.
الكلبة التي أصبحت عضوا في البيت الأبيض
حافظ كل من الرئيسين نيكيتا خروشوف وجون كينيدي على علاقتهما، علاقة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كانت عادية، على الرغم من أن بلديهما كانا في نزاع دائم، خاصة، زمن الحرب الباردة. لم يكنا يتواصلان بانتظام فقط، بل تجاوز الأمر ذلك إلى تبادل الهدايا كما تشرح «بي بي سي». كانت الهدية الأكثر شهرة والأهم بين الرجلين هي الكلبة Pushinka، التي تحولت إلى حيوان عضو في البيت الأبيض.
«تشافيز» يهدي كتابا لـ«أوباما» لفهم أمريكا اللاتينية
من جهة أخرى، تعتبر هدية (الرئيس الفنزويلي الراحل) تشافيز لأوباما الأكثر إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، وهي عبارة عن كتاب للكاتب الأروغواني، الذي غادرنا قبل أيام، إدواردو غاليانو، المعنون بـ: «شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة»، وذلك ليفهم رئيس أقوى دولة واقع أكبر قارة ثائرة. وجاء تقديم هذه الهدية من قبل تشافيز بمناسبة القمة الأمريكية التي انعقدت في دولة بورتوريكو سنة 2009، حينها انتهز الرئيس السابق لفنزويلا اقتراب باراك أوباما منه ليحيه بالإسبانية وليمنحه نسخة من الكتاب. وعلق الراحل غاليانو، عندما استُفسِر عن رأيه في إهداء أحد أشهر كتبه لأشهر رئيس في العالم من قبل أشهر متمرد وثائر حينذاك، بالقول: «قام بذلك بحسن نية، لكن تشافيز لم يفهم الكتاب، وأوباما لن يقرأه، ببساطة لأنه لا يتقن الإسبانية». وخلافا لكل التوقعات شكر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تشافيز على الهدية، وابتسم أمام الكاميرات وعاد إلى مقعده. وبعد بضعة أسابيع فقط، أصبح المؤلف من أكثر الكتب مبيعا، دون أن يفهمه تشافيز ولا أن يقرأه أوباما!
بتصرف عن إلباييس