« سمعة الاتحاد الأوربي على المحك هنا »، بهذه العبارة استهل « باولو جنتيلوني »، وزير خارجية إيطاليا حديثه مع الصحافيين بـ »اللكسمبورغ »، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، صباح اليوم الاثنين، المنعقد على عجل لتدارس الوضع في المتوسط بعد مأساة غرق زهاء 700 مهاجر غير نظامي قبالة السواحل الليبية كانوا في طريقهم إلى السواحل الإيطالية. [related_post]
ووفق ما نقلته وكالة « رويترز » عن اجتماع اليوم، فإن وزراء خارجية الاتحاد الأوربي وعدوا ببذل مزيد من الجهود لوقف غرق المهاجرين في البحر المتوسط من خلال زيادة عمليات الانقاذ وإلقاء القبض على المهربين، أكثر من ذلك أعلنت النمسا أنها تؤيد مقترحا إيطاليا لإقامة مخيمات في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يستطيع الناس طلب اللجوء في أماكنهم دون الحاجة إلى المخاطرة بحياتهم لعبور البحر المتوسط من أجل الوصول إلى أوربا، وهو ما يعني أن هناك تفكيرا جديا في إقامة مراكز للجوء بدول شمال إفريقيا على شاكلة المركزين اللذين فتحتهما إسبانيا، أخيرا، في مليلية وسبتة المحتلتين.
وفي هذا السياق، أكد الناشط المغربي في مجال الهجرة، حسن عماري، أن هذه الكوارث الإنسانية التي تحدث اليوم في المتوسط سببها الرئيسي هو اعتماد الاتحاد الأوربي للمقاربة الأمنية في مواجهة ظاهرة الهجرة « لقد سبق وتوقعنا هذا، وصرحنا مرارا بأن الاتحاد الأوربي سيحول المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين، والحوادث الخطيرة وحجم القتلى يؤكد صحة كلامنا ».
واعتبر عماري، أن الأوضاع تأزمت بعد إنهاء العمل بمبادرة الانقاذ المسماة « ماري نوستروم »، التي كانت تقودها السلطات الإيطالية في عرض المتوسط، وكانت سببا في إنقاذ الآلاف من المهاجرين غير النظاميين، الهاربين من النزاعات المسلحة والأوضاع الاجتماعية المزرية « على الرغم من أن الاتحاد الأوربي أطلق منذ توقيف المبادرة الإيطالية، أخرى جديدة مماثلة لها في فبراير الماضي، إلا أنه كان من الواضح أن إيطاليا مورس عليها ضغط كبير لوقف العملية الأولى، التي كانت توصف من قبل بعض الدول كألمانيا بأنها جسر لنقل المهاجرين إلى أوربا، والنتيجة هي التي يعيشها العالم اليوم » يضيف عماري.