فاجعة طانطان قد تتحول إلى أزمة سياسية وسط الحكومة 

20 أبريل 2015 - 17:16

حادثة السير المفجعة التي وقعت قبل أسبوعين في طانطان وأودت بحياة 35 طفلا تفحموا بسبب النيران، قد تتحول إلى حادثة سياسية وسط الفريق الحكومي، حيث هناك مقاربتان للموضوع؛ الأولى يتبناها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي قال في المجلس الحكومي الأخير إنه يتابع التحقيق، وينتظر من المسؤولين عنه أن يكشفوا الحقائق المرتبطة به، وإن الحكومة مستعدة لتقديم استقالتها إذا ثبتت مسؤوليتها عن الحادث، وهناك مقاربة أخرى تتبناها وزارة الداخلية، وتريد من خلالها إقفال الموضوع بسرعة، حتى إن وزير الداخلية أصدر بيانا قبل انتهاء التحقيق يبرئ فيه مهربي المحروقات في الصحراء من الوقوف خلف الحادث، وهو ما اعتبر تسرعا من قبل الإدارة الترابية قبل انتهاء التحقيق .

مصدر مقرب جداً من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قال لـ «اليوم24» إن هذا الأخير يتابع عن كثب تفاصيل التحقيق الذي يقوم به رجال حصاد والمفتش العام للدرك الملكي، الجنرال دوكوردارمي حسني بنسليمان، في فاجعة طانطان التي ذهب ضحيتها 35 مواطنا حرقا. وذكر المصدر ذاته أن التحقيقات التي ينتظر أن تصل إلى مكتب رئيس الحكومة الأسبوع المقبل لرفعها إلى الملك محمد السادس ستكون لها تداعيات على التعديل الحكومي المقبل، مضيفا أن خروج رئيس الحكومة للتهديد باستقالة الحكومة برمتها أو بعض وزرائها لم يكن اعتباطيا، وأن رئيس الحكومة يعتبر الفاجعة مأساة ثقيلة راح ضحيتها أطفال بشكل بشع. وربط المصدر ذاته تحمل الحكومة مسؤوليتها وتقديم استقالتها بشرط ثبوت المسؤولية التقصيرية لأحد الوزراء والتي كانت سببا مباشرا في الحادثة.

من جهة أخرى، يتساءل بعض المراقبين عن إمكانية الوصول إلى تحقيق مستقل ونزيه من قبل الداخلية والدرك، وهما جهازان على علاقة بموضوع مراقبة تجارة تهريب المحروقات على الطرق، بمعنى أن الداخلية والدرك سيلعبان دور المتهم والحكم في الوقت نفسه.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي