ترجمة وداد الملحاف
اشتهر موقع ويكيليكس بنشر وثائق ومعطيات عن الحكومة الأمريكية. وفي العالم العربي أسالت هذه التسريبات الكثير من المداد، خصوصا بعدما تم نشر وثائق عن مراسلات دبلوماسية أمريكية سرية في دول المنطقة. مؤخرا، تم نشر معطيات في غاية السرية حول تحكم شركة Sony Pictures في القرارات السياسية الأمريكية، والتي كانت قد سرقت من قبل خلال هجمة إلكترونية تعرضت لها الشركة.
فضيحة قرصنة Sony Pictures لم تنته بعد، فقد قامت منظمة ويكيليكس يوم الخميس الماضي بنشر قاعدة بيانات على الإنترنيت تضم أزيد من 30 ألف وثيقة و170 ألف مراسلة للشركة استحوذ عليها القراصنة في أواخر سنة 2014، خلال هجمة إلكترونية اعتبرت الأكبر من نوعها، حيث أصبح من السهل الاطلاع على هذه الوثائق وإجراء بحث فيها، إما عن طريق رقن الاسم أو الكلمات المفتاح.
وقد قامت شركة Sony Pictures بإدانة نشر هذه البيانات بشكل فوري، وقالت إن ويكيليكس قد ساعدت القراصنة على نشر المحتويات المسروقة، التي اعتبرتها جد خاصة، إذ أن ما يزيد عن 47 ألف موظف وثلث المشتغلين بشركة Sony Pictures Entertainment (SPE) التابعة لشركة سوني، هم معنيون بسرقة معطيات وبيانات شخصية، ووثائق مالية ومخطوطات ومراسلات إلكترونية، وأضافت الشركة قائلة: «إنها جريمة شنيعة، ونحن ندين قيام ويكيليكس بتبني نشر هذه المعطيات المسروقة حول الموظفين والمعلومات الشخصية»
وقد اشتهرت منظمة ويكيليكس بزعامة جوليان أسانج بنشر مئات الآلاف من الوثائق السرية للحكومة الأمريكية، وقد أشارت هذه المنظمة في بيان أصدره أسانج على أن الوثائق التي نشرت يوم الخميس الماضي تهم الشأن العام «هذا الأرشيف يكشف طريقة سير العمل داخل مؤسسة متعددة الجنسيات ولها تأثر كبير»، وأضاف البيان» إنه عمل صحافي له أهمية كبيرة ويدخل في صميم الصراع الجيوسياسي».
هذه المعطيات عندما نشرت لأول مرة على الإنترنيت، أتاحت لرواد الشبكة العنكبوتية الاطلاع عليها عن طريق مجموعة من الروابط التي تمكنهم من تحميل ملفات ضخمة من الوثائق، وقد نشرت على شكل قاعدة بيانات يمكن من خلالها إجراء أبحاث، إذا قامت ويكيليكس بتسهيل الولوج إليها، وجاء في بيان ويكيليكس: «لقد تسربت بعض القصاصات في وقت سابق، لكن لم تكن هناك إمكانية لإجراء بحث في الأرشيف الأصلي الذي تم سحبه قبل أن يستطيع عامة الناس والصحافيين الاطلاع عليه».
وأكد بيان ويكيليكس «وبعد أن تم نشره على هذا الشكل، فقد أتاح أرشيف سوني تكوين نظرة عامة لسير العمل ومعطيات سرية داخلية لشركة متعددة الجنسيات ضخمة». وأشار نفس البيان إلى أن هذه الوثائق تمكن من معرفة أنشطة وأساليب الضغط في اللوبيات، وكذا علاقاتها بالحزب الديمقراطي الأمريكي. وأردف أسانج قائلا «لقد عرفت سوني بكونها شركة تقوم بإنتاج أعمال ترفيهية، لكن لقد بين الأرشيف أنه في كواليس هذه الشركة المؤثرة هناك علاقات وروابط مع البيت الأبيض، إذ وجدنا أن هناك أزيد من مائة عنوان بريد إلكتروني تابع للحكومة الأمريكية في الأرشيف، مع وجود إمكانية للتأثير على القوانين والقرارات السياسي، وهناك علاقات متداخلة بين كل من الجانب الصناعي والجانب العسكري للولايات المتحدة الأمريكية»
وقد قامت الحكومة الأمريكية في وقت سابق بتوجيه أصابع الاتهام عن مسؤولية الهجمة الإلكترونية نحو كوريا الشمالية، التي سبق لها أن نددت بتوزيع فيلم من إنتاج الشركة الهوليودية، هذا الفيلم المعنون بـ The Interview عرض قضية اغتيال القائد الكوري كيم جونغ يان ، لتقوم بيونغ يانغ بتكذيب خبر مسؤوليتها عن عملية القرصنة، هذه الفضيحة دفعت ب Amy Pascal، مدير شركة Sony Pictures إلى تقديم استقالته من منصبه خلال شهر فبراير الماضي، بعد أن تضمنت بعض الرسائل الإلكترونية المسربة خطابات عنصرية تجاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
* عن «لوموند»